ويحرقهم بالنار ويبدد شملهم بكل دار ، فأخذ في جمع العساكر من البر والبحر فاجتمع معه قوم لا يعلم عددهم إلا الله تعالى ، وركب إلى مسكت ليحمل قوما من البحر وأرسل إلى ملك هرموز لينتصر به فنصره بعدة من المراكب مملوءة من المال والرجال وآلة الحرب ، وكان قد وصل مركب من الهند بعسكر كثير وفيه آلة الحرب فردته الريح إلى مسكت فأخذه الأمير عمير بن حمير وسار هو ومن معه من النصارى (١) و
غيرهم.
وأقام عمير بقومه في باطنة السيب سبع ليال فعلم بذلك محمد بن جفير فتوجه بقومه لينصر محمد بن مهنا فدخل محمد بن جفير وقومه صحار ففرح به محمد بن مهنا فأدخله الحصن وكان بينهما بعض المقاصيد ساعة من النهار فأمر محمد بن جفير عبده ليقبض على محمد بن مهنا فرمى بنفسه من سور الحصن وندب قومه ، وكان بعض قومه في برج داخل الحصن فوقع القتال بينهم ساعة من النهار ، وطلع محمد بن جفير بقومه من صحار فبلغ هذا الخبر إلى الأمير عمير بن حمير فتوجه إلى صحار بمن معه من الجنود من بر وبحر ودخل صحار نهار تسعة عشر من ربيع الآخر فاستقام بينهما القتال من أول النهار إلى الليل وانفصل القتال ثم بعد ذلك بيوم أو يومين هبطت النصارى من المراكب بما عندهم من آلة الحرب وكانوا يجرون قطع القطن (٢) قدامهم ليتقوا بها ضرب البنادق وكانت عندهم مدافع تسير على أعجال خشب في البر وعليها ستور من الخشب.
__________________
(١) المراد بالنصارى هنا البرتغاليون الذين وصلوا قبل هذا التاريخ بقليل (أنظر الهامش رقم ١ ص ٧٧ أعلا) واحتلوا الأقسام الساحلية والموانئ من عمان ولم يتقدموا إلى داخل البلاد. ومن الغريب والمؤلم أن يكون جزء من البلاد تحت احتلال الأجنبي الغريب وينصرف أبناء البلاد في الداخل إلى أمثال هذه النزاعات العائلية والخلافات القبلية والأغرب من هذا أن يستنجد بعضهم بالمحتل الأجنبي على إخوانه وأبناء عمومته.
(٢) لم نستطيع فهم المقصود من (قطع القطن) هذه.