مجيدية واحدة عن كل شخص. أركبوهم ، كل ٣ أو ٤ ، في زوارقهم الصغيرة ، وأوصلوهم بسرعة إلى المقصد ؛ واستبقوا لأنفسهم جميع أمتعة الركاب. يخيل إلىّ أن البدو هم في المقام الأول متوحشون ذوو ميول بربرية لا شك فيها ، وذوو مفاهيم فريدة بصدد حقوق الملكية ولكنهم يملكون قدرا معينا من حضور الضمير والوجدان ، ويتأثرون بالمثل الطيب. وهم على العموم متوحشون تعوزهم التربية.
٢٦ أيار (مايو). يوم الثلاثاء. تقرر أن تأتي القافلة اليوم مساء وتبيت الليل قرب البوابة الأنبارية للمدينة. فكرت فيما إذا كنت أسافر الآن مع هذه القافلة الأخيرة أم أبقى ، وقررت أن أسافر. البقاء ، حين يكون الحج قد انتهى ، قلما يتسم بالأهمية والطرافة ؛ وإذا بقيت ، يتعين علىّ أن أبقى حتى كانون الأول (ديسمبر) أو كانون الثاني (يناير) ، لأنه لم يكن متوقعا وصول قافلة أخرى ، ولأنه لم يكن من الممكن أن تتسنى لي زيارة المراكز الهامة التي تمر بها حركة الحجاج. إذن ، لنذهب ، وان يكن يخوفونني كثيرا بالسفر إلى ينبع إذ يقولون أن البدو لا يمررون. أمرت حارث بالاستعداد للرحيل. وعلى كل حال قررت أن آخذ معي ، كمرافق ومدّبر في الطريق ، دليلنا اللطيف إبراهيم ، رغم أن هذا سيكلف مبلغا من النقود لا يستهان به. أراد إبراهيم أن يأخذ معه إبنه عبد الملك الذي يحظى بعطف الجميع لاستعداده لتقديم الخدمات ومرحه المتواصل. استعداداتنا تتألف من شراء زوج من الشقادف وسجادة لأجل التغطية من فوق ، والمؤن. وعد فخر الإسلام بأعداد الشقادف أي بتغطيتها بالقماش ، وما إلى ذلك. الشقادف والجمال لا يجيزون ادخالها إلى المدينة ، من جراء الضيق ، ولذا كانت نقطة الانطلاق ضاحية المناخة.
بعد الغداء زارنا كثيرون من مواطنينا بحجة تمني السفر الميمون ؛ ولكن الهدف الحقيقي كان الحصول على شيء ما ؛ القسم الباقي منهم رافقنا للهدف نفسه إلى المناخة. فكان لا بد من توزيع قد لا يستهان به