بعد ، في عشية الحرب العالمية الأولى وفي سياقها ، صدرت في برلين نداءات إلى مسلمي آسيا الوسطى تدعوهم إلى الجهاد.
وبما أن روسيا كانت ترى في الخليفة التركي عدوّا حربيّا دائما ، فقد كانت تنتهج بالطبع حيال الإسلام سياسة حذرة قوامها تأمين حرية الاعتقاد وحرية ممارسة الشعائر الدينية لأجل السكان المسلمين ، والاعتماد على رجال الدين المسلمين ذوي التفكير التقليدي ، وتحويل الائمة والمفاتي من حيث الجوهر إلى موظفين حكوميين ، وكذلك الموقف السلبي من أغلبية حركات التجديد في الإسلام ، والنضال ضد الدعاية الإسلامية التوحيدية والدعاية التركية التوحيدية.
في سنة ١٧٨٧ ، صدر في بطرسبورغ نص القرآن بأمر من الامبراطورة ايكاتيرينا الثانية. وهذا النص أعده الملّا عثمان إبراهيم وزوّده بالتعليقات. وقد اعيد طبع النص مرارا عديدة في بطرسبورغ ثم في قازان. وقد صدرت إحدى الطبعات على حساب الخزينة وخصيصا «لأجل التوزيع على الشعب القرغيزي القيساقي». وبموجب فرمان بتاريخ ١٥ كانون الأول (ديسمبر) ١٨٠٠ ألغيت القيود على إصدار المطبوعات الدينية الإسلامية في روسيا ؛ وفي سنة ١٨٠٢ ، افتتحت في قازان أول مطبعة إسلامية. وفي سنة ١٨٢٩ صادق الامبراطور نيقولاي الأول على نموذج تصميم وواجهة لأجل بناء مساجد كان ينبغي تخصيص امكنة لائقة لها في المقامات السكنية الإسلامية. وفي سنة ١٨٣٣ صدر فرمان يطالب جميع مسلمي روسيا بالتقيد الدقيق بمقتضيات دينهم وعقائده وبمعاقبة المخالفين معاقبة صارمة. ومن السهل مواصلة تعداد الوقائع من هذا النوع ؛ ولكن هذه المتطلبات لم تكن تمنع الدعم الرسمي لرسالة الكنيسة الأرثوذكسية في حقل التبشير والدعوة إلى اعتناق الدين المسيحي شرط عدم جواز أعمال العنف والتطرف التي كان من شأنها أن تؤدي موضوعيّا إلى الاخلال بالاستقرار في الامبراطورية الروسية.