بدون حفر ، وبدون أبواب. وعند الطرف الشرقي من المقام يحفرون سلفا في مكان عريض من الفج عددا من الحفر ، مساحة الواحدة منها زهاء ٤ أرشينات مربعة وعمقها أرشين ونصف أرشين. وهذه الحفر هي مكان لذبح وتقديم الأضاحي.
تقع متى على ارتفاع ٩٧٠ قدما فوق سطح البحر ، وبما أنها مطوقة من جميع الجوانب بكتل حجرية ضخمة ، فإنها تتميز بحرارة خارقة العلو ؛ كما تتميز بانحباس الهواء بلا حركة. ومرد ذلك ، أغلب الظن ، إلى بنية الجبال الخاصة. ومن المراقبات التي أجريتها في غرفة محمية جيدا من الشمس ، استخلصت ما يلي : في ٢٠ نيسان (ابريل) الحرارة العليا ٣٢ درجة ريومور فوق الصفر ، الحرارة الدنيا ٣٠ درجة فوق الصفر ؛ في ٢١ نيسان الحرارة العليا ٣٣ ، الحرارة الدنيا ٣٠ ؛ في ٢٢ نيسان الحرارة العليا ٣٣ ، الحرارة الدنيا ٣٠.
قبيل الحج ، يسوقون إلى منى عددا هائلا من رؤوس الغنم والماعز ، وكذلك جزئيّا من الجمال لبيعها من الحجاج ولذا كانت أسعار هذه المواشي تبقى غير عالية جدّا نسبيّا رغم الطلب الكبير. ويبدو انه يوجد بين البدو من قديم الزمان اعتقاد مفاده أنهم إذا لم يرسلوا قطيعهم أو قسما منه لبيعه في منى في زمن تقديم الأضاحي ، فإن جميع مواشيهم تهلك حتما من شتى الأوبئة ؛ وهذا ما يفسر العرض الهائل وسوق المواشي من أبعد أنحاء الجزيرة العربية ، كما ، مثلا من الحدود مع فلسطين ، ومن ضواحي بغداد ، وما إلى ذلك.
وفي منى ، كما عند عرفات ، يقيم الحجاج في الخيام ناصبين في الطرف الشرقي من منى ، في الأماكن العريضة من الشوارع ؛ والبعض ينصب خيامه في أحواش خاصة محاطة بسور عال ومرفقة بأبواب سميكة ، هي عادة ملك المطوّفين. ونادرا جدّا ما ينزل حجاجنا (وفي هذه السنة اثنان فقط) في البيوت نظرا لبدل الإيجار الرفيع. والطبقة المعدمة