انشئت في سنة ١٨٩٨ لجنة خاصة لدراسة أحوال ونشاط رجال الدين المسلمين في أقليم تركستان. وقد نشر التقرير عن نشاط هذه اللجنة في سلسلة «مواد في الإسلام» التي شرعت تصدرها في عام ١٨٩٨ هيئة أركان الدوائر العسكرية التركستانية. وفي هذه السلسلة وردت أيضا مقالة عن الحج بقلم الملازم ياروفرافسكي (١).
وتدريجيّا أخذت قضية الحج إلى مكة تكتسب المزيد والمزيد من الأهمية ؛ وفي المقام الأول اعتبروا الحج سبيلا لتسرب أفكار الجامعة الإسلامية إلى روسيا. وفي ذلك الوقت كانوا يقيّمون الحج ، لا في روسيا وحسب ، بل أيضا في الدول الأوروبية الاخرى ، كظاهرة دينية سياسية قبل كل شيء ، علما بأنهم كانوا غالبا ما يربطون الاضطرابات في المستعمرات الإسلامية السكان بأمر من مكة (٢). ففي ٢٤ تشرين الأول (أكتوبر) ١٨٧٨ (كانت تدور رحى الحرب الروسية التركية ١٨٧٧ ـ ١٨٧٨) أفاد مراسل وكالة رويتر من القسطنطينية أن «رئيس لجنة «الهلال الأحمر» راح إلى مكة بذريعة مراقبة تطبيق التدابير الصحية نظرا لاقتراب عيد الأضحى. أما هدف سفرته الحقيقي ، فكان يتلخص في تبادل الآراء مع الحجاج من الهند وافغانستان وآسيا الوسطى الذين كان من المتوقع
__________________
(١) لمحة موجزة عن الوضع الراهن ونشاط رجال الدين المسلمين وشتى ضروب الدوائر والمؤسسات التعليمية الدينية للسكان المحليين في مقاطعة سمرقند مع بعض الإشارات إلى ماضيها التاريخي. ـ مواد في الإسلام. النشرة الأولى. طشقند ، ١٨٩٨ ؛ ياروف ـ رافسكي. الحج إلى مكة والمدينة. ـ مواد في الإسلام. النشرة الخامسة. طشقند ، ١٨٩٩.
(٢) م. ميروبييف. الأهمية الدينية والسياسية للحج أو لسفر المحمديين المشكور إلى مكة لأجل الاحتفال بالعيد الديني. قازان ، سنة ١٨٧٧ ، ٢٣٧. راجع كذلك فينّر. بصدد حج المسلمين إلى مكة الكشوف التركمانية ، طشقند ، العدد ٢٩ ، سنة ١٨٩٥.