يومين ، لأنه لا يتسنى في اليوم الواحد تعقيم أكثر من ٣٠٠ ـ ٤٠٠ شخص. وكل الأمتعة الثقيلة الموضوعة في العنبر انزلوها هي أيضا من الباخرة. وكثيرون من الركاب أبقوا حقائبهم اليدوية وغير ذلك من أشياء أوفر قيمة لأجل الحفظ عند المسؤول عن مطعم الباخرة ؛ وهذا الأخير اخفاها في مكان ما لقاء مكافأة.
ترسو الزوارق عند الرصيف الراسخ الأسس ؛ وعلى طول الرصيف مدوا القضبان الفولاذية لأجل سكة حديدية من طراز خفيف جدّا. وقبيل رسو الزوارق ، تصل عربتان حديديتان صغيرتان ، واحدة بصورة عربة مستشفى ، وعليها ينقلون المرضى إلى مستشفى الحجر الصحي ؛ والأخرى من طراز عربة الشحن لأجل نقل الأمتعة إلى مبنى التعقيم. وعلى أبعاد قصيرة يجر الناس العربتين وعلى مسافات أبعد ، يقرنون البغال ؛ وهناك أيضا قاطرة صغيرة.
على بعد زهاء ٢٥ ساجينا من الرصيف ، توجد تخشيبتان مسقوفتان طويلتان لأجل غرف التعقيم ؛ وقربهما سقيفة ينتظر الحجاج تحتها دورهم. ولتغطية نفقات الحجر الصحي ، يأخذون من كل حاج ٦٤ قرشا مصريا (زهاء ٦ روبلات و ٤٠ كوبيكا) ؛ أما المعدمون ، فيسمحون لهم بدخول المحجر الصحي مجانا ، ولكن بعد الإنتهاء من تعقيم الحجاج الذين دفعوا الرسم.
انتظرت دوري ودخلت إحدى التخشيبتين المذكورتين ، وإذا بي أرى نفسي في غرفة رحبة كفاية أرضيتها رطبة ومفروشة بالأسفلت ؛ على هذه الغرفة تطل أبواب ثلاث مقصورات بخارية تعقيمية ؛ وهنا أيضا تنتصب الخوابي والبراميل المليئة بشتى السوائل المعقّمة. أخذوا يفكرون صرر الأمتعة ويصنفونها. وكل أمتعتي المؤلفة من كيس للسفر فيه البياض ولوازم الفراش ، ومن سرير للسفر ، ومن صندوق فيه الآنية والمؤونة ، نقلوها إلى الحوش ؛ أما أمتعة خادمي ، فقد أدخلوها كلها في