مقصورة. ثم طلبوا منّا أن نتعرى تماما ونلبس بياض الحجر الصحي ، البعض لبسوا الكلاسين ، والبعض الآخر القمصان الطويلة. ونحن ، ركاب الدرجة الأولى الثلاثة ، حاولنا أن نحتج ، لعدم رغبتنا في إرتداء البسة قذرة ، الله يعلم عمّن نزعوها ، وطلبنا إعطاءنا البسة أنظف على الأقل ، ولكن طلبنا قوبل بالرفض القاطع ؛ فتعين علينا أن نتعرى ، ونربط كل بالستنا معا ، ونعطيها إلى المقصورات ، ونرتدي قمصانا كريهة ، نتنة. ولم يسمحوا لنا إلا بأن نبقى معنا محافظ الطريق التي تحتوي النقود والوثائق ، والمظلات والأحذية.
وحين بلغ عدد مرتدي هذا اللباس زهاء ١٠ أشخاص ، جاء الطبيب وفحصنا ، متلمسا الغدد اللوزانية ، وتحت الأبطين ، وفي المغبن (المنطقة الاربية). وأثناء فحص الطبيب ، حلعوا حذائي وبللوه ببالغ الاجتهاد في خابية تحتوي ، على الأرجح ، سائلا معقما ثم انتزعوا عند الخروج إلى الحوش المظلة من يدي وقطروا عليها من مرشة نحو ٢٠ قطرة ، ولكن لا أكثر ، ثم دخلنا إلى التخشيبة ذاتها ، ولكن من طرف آخر ، متجنبين وسطها ، حيث تقوم المقصورات والمراجل. وقد اضطررت إلى انتظار البستي زمنا طويلا نسبيّا ورؤية مشاهد طريفة جدّا. ها هم يرمون من قسم التعقيم عبر باب واسع الصرر والرزم المطهرة من كل مسبب للأمراض ؛ هذه الصرر والرزم يتلقفها في الحال أصحابها الذين ينتظرونها ويفكونها ويبدأون تفحصها ـ جميع الطرابيش تحولت إلى قلبقات كريهة المنظر وتغيرت الوان الأشياء الخرى أو انصبغت باصباغ غريبة ؛ بعض الأصباغ في السجادات بهت لونها هي أيضا. ويجلس الفرس عليها مستغرقين في التأمل ؛ عند البعض تبين أن غلافات الأشياء قد احترقت ؛ ومن لم يسحب الأشياء الجلدية ولم يضعها جانبا بسبب جهله للأمر تلقى بالطبع مجرد مزق مدعوكة. ومن هم اوفر طيبة ولطفا يضحكون ، ولكن تتعالى على الأغلب التذمرات واللعنات. وحين امعنت النظر في الحجاج العارين من