سجاداتهم ، افتتح بازار حقيقي قرب خيمة الطبيب ، وعكف الأطباء اليونانيون القادمون عادة من خارج المخيم على الشراء.
دام الحجر الصحي في الطور ١٢ يوما ؛ وطوال هذه المدة سادت بين الحجاج كآبة عميقة عامة وهبوط شديد في المعنويات ، الأمر الذي يمكن تفسيره بادراك الحرمان من الحرية وبالتخوف من إمكان استطالة هذا الاعتقال زمنا طويلا غير محدد فيما إذا ظهر مرض ما مشكوك فيه. أغلب الظن أن التغذية الرديئة جدّا كان لها هي أيضا دورها ، لأن النقود كادت تنتهي عند الكثيرين من الحجاج ، فكانوا يعيشون ببيع امتعتهم ، ناهيك بانه لم يكن ثمة شيء يمكن شراؤه بهذه النقود عدا لحم الضأن السيء النوعية أو أحيانا دجاجة هزيلة. كذلك لعبت دورا ، أغلب الظن ، المحلة الخارقة الكآبة ، والرياح الشمالية المتواصلة التي تهب هنا بقوة كبيرة جدّا ، قالبة الخيام ، والتي تخفف القيظ نوعا ما والحق يقال ، ولكن التي تغطي جميع الأشياء على الدوام بشريحة سميكة من الرمل.
قبل انتهاء مدة الحجر الصحي بيومين ، قام الطبيب بفحص عام ، جديد ، جاسا الغدد ، ووجد أن كل شيء على ما يرام. وقد توسل الحجاج من الله باصدق نحو أن يموت جميع الضعفاء والمرضى منهم ، إذا كان لا بدّ لهم من الموت ، في أي مكان ، فيما عدا هذا المكان ، فيما عدا هذا الحجر الصحي. وغالبا جدّا ما تذكروا أحاديث الحجاج السابقين ، ومفادها ما يلي : في زمن الوباء ، إذا مات حجاج في الأيام الأخيرة من الحجر الصحي ، كان رفاقهم يدفنونهم خفية في الخيام ؛ وكان الجميع موافقون تماما على انه هكذا ينبغي التصرف إذا توفي أحد ما فجأة ، لا سمح الله!
وأخيرا حل يوم الفرح بالنسبة للجميع ، يوم إنتهاء مدة الحجر الصحي ؛ ونقلوا الحجاج بالطريقة نفسها ولكن بسرعة بالغة إلى الباخرة التي تعرضت هي أيضا في هذه الأثناء للتعقيم العام.