جميع الأيام الثلاثة من الإقامة في منى ، والأكتفاء بتقديمها في اليوم الأخير قبل الرحيل من منى ، الأمر الذي تسمح به الشريعة». التدبير الأخيرة ، إذا لم يستتبع التسرع البالغ والهرج والمرج وشتى ضروب الفوضى ، من شأنه أن يمارس تأثيرا خيرا في الوضع الصحي في منى. ولكن ، من جهة أخرى ، لا يستطيع الحجاج ، بموجب الشعيرة ، أن يخلعوا ثياب الأحرام إلا بعد تقديم الأضاحي. ولهذا سيتعين عليهم أن يبقوا خلال اليومين الأولين في هذا اللباس غير المريح ، الأمر الذي ينعكس بأقصى الضرر على صحة الأغلبية.
٩ ـ «تجنبا للتماس بين الحجاج القادمين من الجنوب ، مثلا ، من الهند وجزر السند حيث الكوليرا يتواجد في شكل مرض مستوطن ، وبين سائر الحجاج القادمين من الأقطار السليمة ، يجب أقرار دور يجيز لسكان الهند وغيرها الدخول إلى الحجاز في سنة ، وللحجاج من البلدان الشمالية في سنة أخرى». هذا التدبير الهام من شأنه على كل حال أن يكون نافعا جدّا لأنه يقضي على خارق تجمع الحجاج فيمكة وعند عرفات وفي منى ، الأمر الذي يشكل على الصعيد الصحي إحدى سلبيات الحج الرئيسية.
١٠ ـ أخيرا. لأجل تسهيل حركة الحجاج في طريقهم الرئيسي ، يوصي صالح صبحي بوصل جدّة بمكة بالسكة الحديدية. ولكن ، أغلب الظن ، لن يرى الحجاز عم قريب السكة الحديدية في ربوعه.
هذه هي التدابير المرغوب ، برأيي ، في تطبيقها بأسرع وقت ممكن ؛ وهذه التدابير لا تتنافى ، لا مع مفاهيم الجموع ، ولا مع الشريعة ، ولا تتطلب نفقات كبيرة جدّا.
ولو كان الحجاز خاضعا لحكومة أخرى ، أشد همة ونشاطا من الحكومة العثمانية ، لحظى أغلب الظن ، بقدر معين من الرفاه واليسر ؛ ولتوفرت في النقاط الآهلة التي يتجمع فيها الحجاج ظروف صحية