المهد ، وفي الكنيسة معلف. والمعلف عبارة عن حجر محفور ومنحوت ، من الغرانيت على ما يبدو ، طوله زهاء أرشين واحد. وفي هذه الكنيسة يعرضون أيضا المكان الذي نمت فيه شجرة كانت تجلس تحتها العذراء مريم والطفل يسوع في يديها.
وفضلا عن الكثرة من مختلف المقدسات والطرائف المعمارية ، زرنا في حبرون هيكلا بديعا ترقد فيه ، كما تقول الأسطورة ، رفات بطاركة المقدس الأوائل ـ إبراهيم ، يعقوب ، يوسف ، وغيرهم. والقبور تقع في كهف مستواه أدنى من مستوى أرضية المسجد ، وإليه ينزلون على سلاسل بضعة مشاعل صغيرة مشتعلة.
قضينا الليل في حبرون وعدنا إلى القدس ثم إلى يافا ، ومنها إنطلقنا على متن الباخرة «اوديسا» التابعة لشركة روسية إلى بور سعيد.
وعند وصولنا إلى بور سعيد زرنا في الحال القنصل الروسي لكي نسأل عن البواخر الذاهبة إلى ينبع. وقد تبين أن قنصلنا السيد براون الماني ولا يعرف أية كلمة روسية. أعرب عن استعداده لخدمتنا ومساعدتنا المعلومات التي يملكها ؛ ولكن من جراء عدم فهم اللغة بصورة متبادلة وغياب المترجم في القنصلية ، جائت خدمات السيد براون مثل خدمة الدب بالذات أي جاءت بعكس القصد منها ؛ أي أنها لم تنفع بل أضرت. فمن توضيحاته نجم أن هناك باخرة وحيدة تقلع قبل مضي أسبوعين. وفي الوقت نفسه تطوع السيد براون لتزويدنا بالتذاكر ، توافقنا بطبيعة خاطر. ولكن تبين فيما بعد أن الباخرة الوحيدة التي ستقلع في ١٦ نيسان (ابريل) إلى ينبع ، تخص الشركة النمساوية «لويد» التي يقوم السيد براون بدور عميل لها ؛ وأن هناك بواخر تابعة لشركات أخرى وأننا لو سافرنا على متن أحداها لدفعنا أجرة أقل.
في ١٦ نيسان أقلعت الباخرة «اغلايا» من بور سعيد عبر قناة السويس ؛ وفي صباح اليوم التالي كنا في السويس ، ثم عبرنا البحر