المسجدان المتجاوران ينتصبان فوق ساحة عريضة ، مطوقة بحائط حجري ـ الحرم الشريف الواقع في قمة جبل [...] الممهدة والمبلطة بصفائح من المرمر والغرانيت ، والمحاطة بكثرة من الانشاءات العجيبة.
وبمسجد عمر المشيد في مكان هيكل سليمان ترتبط الأسطورة عن سفر النبي ليلا من مكة إلى القدس. وفي هذا المسجد يدلون أيضا إلى الصخرة التي تشكل كلّا واحدا مع الجبل الذي صعد منه محمد إلى السماء [...].
الأماكن المقدسة في القدس موصوفة مرارا وتكرارا ؛ وفي الأدب الروسي توجد عنها كتب عديدة مختلفة من حيث المستوى والمزايا ، ولذا اتحاشى تكرار المعروف. ولكن اكتفى بالقول أن الأماكن المقدسة تبدو حسب الوصف كأنما موزعة في مساحة كبيرة بينما هي في الواقع متقاربة بشدة.
لا يمكن ولا يجوز الصمت عن أن مقدسات المدينة العالمية يشوبها أقصى القذر. والمدينة نفسها تحدث بعد دمشق إنطباعا مرهقا سواء بمظهرها الوسخ أم بتجهم وبرود سكانها المتنوعي القوميات والأديان ؛ وبقدر ما نرى سكان دمشق مضيافين ولطفاء وخدمين بقدر ما نرى سكان القدس الحاليين ، بدءا من اليهود وإنتهاء بالروس أو ممن يتظاهرون بأنهم روس ، طماعين ، بخلاء ، ميالين إلى ابتزاز أكثر ما يمكن من المسافرين والحجاج ، وإلى خداعهم بنحو ما. وقد اعتاد السكان النظر إلى الحجاج نظرتهم إلى دجاجات تبيض بيضات ذهبية. ويستحوذ الحياء والغضب على القلب والروح حين يرى المرء كيف يسود الفساد إلى جانب المقدسات ، وإلى ما قيل يجب أن أضيف مناخ القدس الرديء ، غير الصحي ، وغياب الماء الجيد فيها.
من القدس قمنا برحلة إلى بيت لحم وإلى حبرون (الخليل) الواقعة على مسافة ٧ ساعات ركوبا في طريق بديع. وفي بيت لحم رأينا كنيسة