العرب المحليين ، والبدو ، والأفارقة من مصر والجزائر والمغرب ، والهنود ، وسكان جزيرتي سومطرة وجاوه ، وسكان بخارى ، والفرس الشيعيين ، وسكان بوسنيا ، ثم نحو الفين من المسلمين الروس ، وعدد أقل من الافغان ، وأخيرا نحو ١٠ صينيين. وللمناسبة أقول أن جميع القوميات تساوت هنا باللباس العام الذي يرتديه الحجاج ـ ثوب الأحرام.
إن الحادثة التالية قد تعطي فكرة عن كبر المخيم. راح أحد المسلمين الروس يتنزه في المخيم فأضاع مكان خيمته. وحين كان يسأل عن كيف يجد جماعته ، كانوا يسألونه من أي بلد جاء. وهذا لأنه بوسع المرء ، إذا عرف وطن السائل ، أن يخمن القافلة التي وصل معها والمكان الذي توقفت فيه. ولكن هذا الساذج لم يخطر في باله أن يجيب عن جميع الأسئلة انه «قازانلي أي قازاني» ، من قازان ، وكان يجيب انه «بوغولمي» ، دون أن يخطر في باله أن عدد قليلا جدّا من الناس ، لا في الجزيرة العربية وحسب ، بل أيضا في روسيا أغلب الظن ، سمعوا بوجود بلدة بوغولما الصغيرة في محافظة سامارا .. ولذا لم يستطع أن يتلقى جوابا من أحد على أسئلته ، وأمضى أكثر من نصف اليوم في البحث ؛ ونحو المساء فقط وصل بالصدفة إلى خيام مواطنيه.
طوال ليلة الحادي عشر إلى الثاني عشر من حزيران (يونيو) صدحت الموسيقى في مخيم الحجاج ، وشعت الألعاب النارية والصواريخ ودوت طلقات المدافع بين الفينة والفينة. كانت هناك ثلاثة مدافع. وأحد في قافلتنا ، والثاني في القافلة المصرية ، والثالث في القافلة المكية.
اليوم الثاني ، يوم عرفات ، بدأ بإلقاء موعظة دامت حتى الساعة الرابعة قريبا من بعد الظهر. وقد ألى الموعظة إمام معين خصيصا ، وصعد إلى الجبل على جمل أبيض وتوقف على بعد بضعة ساجينات من