من على ضفتي القناة. وأثناء عبور القناة ، تلاقينا مع باخرة حربية فرنسية وباخرة حربية أخرى ، إنجليزية. وكان على متن الباخرة الأخيرة طلاب عسكرية في رحلة تدريبية.
في ٢٨ تموز (يوليو) ، نقلوا جثث الركاب الموتى إلى الباخرة الصحية لأجل دفنها ، وذلك أثناء المرور بمحاذاة الإسماعيلية. وفي مساء اليوم ذاته تجاوزنا بور سعيد ودخلنا البحر الأبيض المتوسط ، المر الذي تجلى فورا سواء في تغير الهواء أم في منظر نبات السواحل الذي لم نره قبل ذاك ولو مرة واجدة طوال سفرنا على الباخرة «عبد القدير».
انعطفنا إلى الشرق وخلفنا إلى اليمين مدينة يافا ومدينة صيدا ؛ وفي ٣٠ تموز (يوليو) مساء وصلنا إلى بيروت. في اليوم التالي جاء إلى الباخرة ترجمان من القنصلية العامة الروسية في بيروت وأعلمنا انه اعد لنا على الساحل مبنى نظيف يجب قضاء مدة الحجر الصحي فيه. أمضينا ذلك اليوم كله على الباخرة. وفي الصباح التالي (في أول آب ـ أغسطس) نقلونا إلى مخيم المحجر الصحي.
وفي بيروت كيفوا للحجر الصحي ثكنات قديمة تشغل مساحة كبيرة جدّا ، يحيط بها من ثلاثة جوانب سور حجري ، ومن الجانب الرابع البحر. وضمن هذه الرقعة ، توجد بضعة إنشاءات حجرية. في واحد منها مكيف بهذا القدر أو ذاك للسكن ، كان يعيش الدكتور العامل في المحجر الصحي. وهنا أيضا خصصوا غرفة لنا. وكل مساحة المخيم مقسمة في داخله بحواجز من الشعريات إلى ثلاثة أقسام لكي لا يتصل ويتعاشر ركاب باخرة مع ركاب البواخر الأخرى.
والمحجر الصحي مزود بوفرة من الماء النقي الممتاز ؛ وفي داخله تنتصب الأشجار. ومن حيث الظروف الطبيعية ، يمكن على العموم نعت المحجر الصحي في بيروت بانه مرض ، ولكن الترتيب والنظام كانا في منتهى القباحة. فقد انزلوا ركاب الباخرة «عبد القدير» وعددهم أكثر من