١٣٠٠ شخص ، في أحد أقسام المحجر الصحي ، ولم يكن من الممكن بالطبع أن تتسع لهم جميعا الإنشاءات الحجرية المتواجدة في هذا القسم ، ناهيك بأن عدد الخيام كان قليلا ، ولذا تأتي لعدد كبير جدّا من الركاب أن يتحملوا الحجر الصحي في الهواء الطلق.
كان الطبيب واحدا لكل هذا الجمع من سكان المحجر الصحي وعددهم ألف وخمسمئة تقريبا ؛ وكان بدون معاونين وبدون ممرضين ، ناهيك بانه لم يكن يفهم أي لغة من لغات الشعوب التي كان أبناؤها من عداد ركاب «عبد القدير». كذلك الخدم الصحيون كانوا لا يعرفون اية لغة عدا اللغة العربية. وبوسع القارئ أن يتصور إلى أي حد مؤسف كان وضع أولئك الذين كان من سوء حظهم أن ينزلوا في مستشفى لا يمكنهم فيه حتى أن يطلبوا الماء من الخدم الذين لا يفهمون لغاتهم.
كان المستشفى على مقربة من الإنشاءات السكنية. كانوا يغسلون جثث الموتى كيفما اتفق قرب الأبواب بالذات تحت نوافذ الإنشاءات السكنية. وكانت المرحيض ، غير المنظفة أبدا على ما يبدو تنشر رائحة كريهة رهيبة. وكان التطهير يجري بصورى سيئة للغاية. وزيادة في الطين بلة ، لم يكن المستشفى مجهزا حتى بالأسرّة وكان المرضى ينامون مباشرة على الأرضية.
بفضل القنصل الروسي المرحوم ك. د. بياتكوفيتش وتدخله الحازم ، بعد أن أبلغناه عن أوضاع المحجر الصحي ، أخذت هذه الأوضاع تتغير نحو الأحسن. فقد زودوا المحجر الصحي بعدد كاف من الخيام ، واتخذوا التدابير لحفظ النظافة ولإزالة النتانة السائدة. ونقلوا المستشفى إلى عمارة واقعة بعيدا عن الإنشاءات السكنية والخيام. وظهرت الأسرّة ، ولذا لم يعد المرضى ينامون على الأرضية. ومن جراء ذلك قل عدد الوفيات في المستشفى. في الآونة الأولى بلغت الوفيات ١٠٠% ، ولذا أخذ سكان المحجر الصحي يسمون المستشفى ، لا