والخزف ، وكذلك الآنية المعدنية والمطلية بالميناء. وهناك وفرة من الدهان والعطور والصابون وخلافه وكذلك من الأحذية من أحدث موضة ، فضلا عن الكثير من شتى الحلويات والمقبلات : مختلف المخللات ، والمربيات ، والسردين ، ومختلف السكاكر والحلويات ؛ ومختلف الأجهزة وآلات الخياطة وآلات صنع الثلج ، وخلافها. وجميع هذه البضائع ينقلونها إلى الحجاز ، بالطبع ، على السفن الأوروبية عبر مرفأ جدّة. الشرف والمجد للإنجليز على نشاطهم وهمتهم ، والأهم ، على مهارتهم في تعويد الشعوب شبه البربرية على منتوجاتهم! ومن بين منتوجات المصانع الروسية ، لا يقدّر السكان المحليون غير الاقفال التي يجلبها أحيانا بعض الحجاج ، وببضع العشرات فقط. وهذا كل ما يأتي إلى هنا من روسيا ...
ونظرا لطبيعة الأرض الصحراوية المحيطة بمدينة مكة ، ولنمط معيشة سكان البلد الترحلية ، يستجلبون إلى مكة جميع المنتوجات الحيوية من بلدان أخرى ومدن أخرى ؛ فإن الفواكه الطازجة ، مثلا ، والعنب ، والمشمش والدراق والعنبيات وخلافها يستجلبونها من الطائف ؛ والتمر من المدينة المنورة ؛ ومختلف الخضراوات والشمام والبطيخ وخلافها من محلة وادي فاطمة ؛ ومختلف الحبوب وكذلك البطاطا والملفوف جزئيّا من القاهرة ، وأغلها من بومباي. ولطحن الحبوب المستجلبة توجد في مكة مطاحن ، تصاميمها في منتهى البساطة ، وتحركها الحمير والغال. ولا وجود في المدينة بالذات ولا في ضواحيها لأية بساتين ومباقل وأحواض للخضراوات ولا اية مزروعات على العموم ، إذ أن كل هذا رهن قبل كل شيء بقلة الماء لأجل الري. وعدا هذا ، لا ينبت في البلد غير النخيل والنباتات البرية أي الأعشاب والشجيرات الشوكية [...].
وفي مكة توجد لأجل الحجاج الفقراء على اختلاف قومياتهم