مساكن مجانية تسمة «التكيات» ، وهي بصورة بيوت. وهذه التكيات بناها في أزمان مختلفة المسلمون الأغنياء والشعوب التي تدين بالإسلام وجعلوها وقفا على الحجاج. وهذه التكيات يشرف عليها أفراد خصوصيون. منظرها الخارجي والداخلي غير مرض إطلاقا ، مثله مثل أغلبية البيوت في المدينة على العموم. والأجانب ، سواء في مكة أم في عموم الحجاز ، لا يملكون الحق ، بموجب القانون ، في اقتناء الأموال غير المنقولة ؛ والكفار ، أي غير المسلمين ، لا يسمحون لهم لا بدخول مكة ولا بدخول المدينة المنورة [...] وهنا يملك العرب كل شيء ؛ ونظرا لبربريتهم وغياب المزاحمة ، قلما يحرصون على حسن بناء العمارات السكنية وصحة صيانتها ؛ أما الحكومة التركية ، فإنها ، بسبب الضعف واختلال المالية ، لا تتخذ أية تدابير ، لا لتوفير أسباب الراحة والوثار للحجاج ، ولا علة العموم لتحسين معيشة السكان المحليين. والاستثناء الوحيد هو المؤسسات الحكومية التالية : محطة البريد والبرق ، التي تستقبل وترسل الرسائل والبرقيات إلى شتى أقطار العالم ؛ ولا تقبل غير الرسائل البسيطة ، غير المضمونة ؛ والبريد في جدّة وسار مدن الحجاز ينقله مكارون خصوصيون على الحمير[...] ومن هذا تبين أن المواصلات البريدية لا تتميز بحسن التنظيم ولا بالسرعة [...] وهناك صيدليتان أحداهما حكومية ، والثانية خاصة. وهناك مستشفى نهبه العرب ... وهذا كل شيء.
ومن حيث تجهيز المدينة بالمرافق وتحسين معيشة السكان ، قلما تحقق هنا على العموم مثلها في ذلك مثل سائر المدن الآسيوية البحتة. وهنا لا وجود البتة للحوذيين ، ولا توجد عربات إلا عند والي مكة وشريف مكة. ولا وجود البتة للخيل. والسفر في المدينة يجري ركوبا علي الحمير ؛ والخيالة التركية ، كما سبق أن قلت ، تركب البغال. أما لماذا لا وجود للخيل هنا ، في أهم مدن البلاد التي تشتهر بخيلها ، فلم