وبعثوا إلى سائر الجزائر فأسلم أهلها وأقام المغربي عندهم معظما وتمذهبوا بمذهبه مذهب الامام مالك رضياللهعنه ، وهم إلى هذا العهد يعظمون المغاربة بسببه ، وبنى مسجدا هو معروف باسمه وقرأت على مقصورة الجامع منقوشا في الخشب : أسلم السلطان أحمد شنورازة على يد أبي البركات البربري المغربي.
وجعل ذلك السلطان ثلث مجابي الجزائر صدقة على أبناء السبيل إذ كان اسلامه بسببهم ، فسمى على ذلك حتى الآن (١٩٨) ، وبسبب هذا العفريت خرب من هذه الجزائر كثير قبل الإسلام. ولما دخلناها لم يكن لي علم بشأنه ، فبينا أنا ليلة في بعض شأني إذ سمعت الناس يجهرون بالتهليل والتكبير ورأيت الأولاد وعلى رؤوسهم المصاحف والنساء في الطسوت ، وأواني النحاس فعجبت من فعلهم وقلت : ما شأنكم؟ فقالوا : ألا تنظر إلى البحر؟ فنظرت فإذا مثل المركب الكبير ، وكأنه مملوء سرجا ومشاعل فقالوا : ذلك العفريت، وعادته أن يظهر مرة في الشهر فإذا فعلنا ما رأيت انصرف عنا ولم يضرنا!.
__________________
(١٩٨) بالوقوف على اللوحة التأسيسية الخشبية (وليست النّحاسية المنتسخة محرّفة من الخشبية!) التي ترسم بكل وضوح (البربري) وليس التبريزي كما وهم القاضي حسن تاج الدين (ت ١١٣٩ ـ ١٧٢٦) في تأليفه : تاريخ إسلام ديبا محل الذي حققه ذ. هيكوايتش ياجيما طوكيو ـ ١٩٨٢ ـ وقد كانت الحروف أربعة : بربر وليست خمسة : تبريز فليس هناك «كونفيزيون Confusion كما توهم! وهكذا فإن «البطل» الذي تم اسلام الجزر على يديه سيظل مغربيا عكس ما قاله ييرازيموس من أنه تبريزي! وعكس ما قاله هربك من أنه صومالي! على ما أوضحته أمام أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة (يبراير ١٩٩١) وأمام أكاديمية المملكة المغربية (مايه ١٩٩١) في بحث ترجم ملخصه للفرنسية والانجليزية وبعثته (الخارجية) المغربية إلى نظيرتها في مالديف عن طريق ممثل هذه الدولة في نيويورك بتاريخ ٨ / ٨ / ١٩٩١.
وقد شهدت رحاب القصر الملكي في ١٩ رمضان ١٤١٣ (١٣ مارس ١٩٩٣ القاء محاضرة رفيعة المستوى القاها فخافة السيد رئيس الجمهورية المالديفية مأمون عبد القيوم بمحضر جلالة الملك الحسن الثاني وحضور رجالات الدولة وأعضاء السلك الدبلوماسي المسلمين تناولت هذا الموضوع وقد تضمّن الطابع الذي أصدرته وزارة البريد ١٩٩٦ جانبا من المنقوش ...
IVAN HRBEK : Ibn Battuta and The maldives Islands, The Oriental Institu leprague ٢٩٩١ P ٦٥.
C. F. Beckingham : THe Travels of Ibn Battuta THe Hakluyt Society ـ London ٤٩٩١ P. ٠٣٨.