الأسواق الفرعية غير سوقي الرطابين والرقيق وكانتا في أوله ، وأسواق أصحاب البياعات الدنيّة مثل أصحاب الفقاع والهرائس.
نظّم المعتصم أسواق سامرّاء على غرار أسواق الكرخ في بغداد حيث قال إنه أفرد كل تجارة في سوق ضمن السوق العظمى «على مثل ما رسمت عليه أسواق بغداد» ، وقد تحاشى المعتصم ما غاب عن أبي جعفر المنصور في تخطيطه الأول للمدينة المدوّرة وأطرافها في بغداد فسببت له بعض المشاكل الأمنية وحملته على أن ينقل في سنة ١٥٧ الأسواق وفي ناحية الكرخ وباب الشعير ، ويجعلها صفوفا وبيوتا لكل صنف ويعرفها الناس (١). ولكل تاجر وتجارة شارع معلوم وصفوف في تلك الشوارع ، وحوانيت وليس يختلط قوم بقوم ولا تجارة بتجارة ، ولا يباع صنف مع غير صنفه ، ولا يختلط أصحاب المهن من سائر الصناعات بغيرهم ، وكل سوق مفردة ، وكل أهل منفردون بتجارتهم ، وكل أهل مهنة معتزلون عن غير طبعتهم وقد وضع على أسواق بغداد خراج (٢).
ثم نمت سوق على شاطئ دجلة كانت فيها «الفرض والسفن والتجارات التي ترد من بغداد وواسط وكسكر وسائر السواد من البصرة والأبلة والأهواز وما اتصل بذلك ، ومن الموصل وعربايا وديار ربيعة وما اتصل بذلك» (٣).
أقيمت أسواق سامرّاء في موضعها الذي اختطّه لها المعتصم ، وأدى ازدهارها ونمو الحياة الحضرية فيها إلى ازدحامها ، فلما ولي الواثق الخلافة «زاد في الأسواق وعظمت الفرض التي تردها السفن من بغداد وواسط والبصرة والموصل» (٤) ، ولم تذكر المصادر المناطق التي زيدت فيها الأسواق ، ولعل الامتداد إلى خشبة بابك ترجع إلى زيادة الواثق.
__________________
(١) الطبري ٣ / ٤٣٣.
(٢) البلدان ٢٤٦ ، تاريخ بغداد للخطيب ١ / ١٢٣.
(٣) البلدان ٢٦٣.
(٤) المصدر نفسه ٢٦٥.