وأما زيلة المغربي فكان من قوات المغاربة وورد اسمه في حصار جيش المعتز لبغداد زمن المعتصم (١).
ذكر الطبري أن المتوكل لما بويع بالخلافة «أمر للأتراك برزق أربعة أشهر ، والجند والشاكرية ومن يجري مجراهم من الهاشميين برزق ثمانية أشهر ، وللمغاربة برزق ثلاثة أشهر ، فأبوا أن يقبضوا ، فأرسل إليهم قائلا : من كان منكم مملوكا فليمض إلى أحمد بن أبي دؤاد فليبعه ، ومن كان حرّا صيّرناه أسوة بالجند ، فرضوا بذلك ، فتكلم وصيف فيهم حتى رضي عنهم ، فأعطوا ثلاثة ثم أجروا بعد ذلك مجرى الأتراك» (٢). يظهر هذا النص أنه كان في المغاربة مماليك وأحرار ، وأنهم لم يكونوا جميعا أسوة بالجند ، وأن المتوكل أراد تقليص عددهم عقابا لهم ، وأراد إبقاء وضعهم ، وأن رزقهم كان أقل من رزق الترك ، وبعد أن رضي عنهم جعل رزقهم مساويا لرزق الأتراك ؛ علما بأن المصادر لم تذكر مقدار هذا الرزق وتنوّعه تبعا لمراتبهم.
يذكر الطبري أنه في سنة ٢٥٢ إبّان الحرب بين المعتز والمستعين قدّرت أرزاق الأتراك والمغاربة والشاكرية فكان مبلغ ما يحتاجون إليه في السنة مائتي ألف الف دينار ، وذلك خراج المملكة كلها سنتين (٣) أي إن أرزاقهم قدرت ضعف موارد الدولة للسنة الواحدة ، وهو مبلغ كبير جدا حتى بمقاييس ذلك الزمن علما بأن هذا النص إجمالي لا يوضح نصيب كل جماعة في الجيش أو تفصيل النظام المتبع لتقدير ما يصيب الجندي الواحد.
إن الطبري في تاريخه الذي ضم أوسع المعلومات تفصيلا عن الحوادث السياسية والحربية في القرن الثالث الهجري ، ذكر المغاربة في خبرين ، فقال في أحدهما إن إيتاخ في سنة ٢٣٤ صار إليه الجيش والمغاربة والأتراك والموالي
__________________
(١) الطبري ٣ / ١٥٦٢.
(٢) م. ن ٣ / ١٤٧٣.
(٣) م. ن ٣ / ١٦٨٥.