وكانت في سامرّاء نقابة ، ذكر من النقباء أبو البركات سعد الله (١) ، وذكر ابن الجوزي حريقا وقع سنة ٤٠٧ في بعض الجامع بسامرّاء (٢).
والواقع أن سامرّاء بعد أن ترك الخلفاء إقامتهم فيها تدهورت أحوالها العمرانية وقلّ سكانها كما يتضح ذلك من وصف بلدانيي القرن الرابع الهجري لها.
ومن مظاهر تدهور أحوالها أنها كانت من المراكز التي تسك فيها النقود منذ تأسيسها إلى سنة ٣٢٣ ؛ ثم توقف السك منذ تلك السنة ، وفي السنوات ٢٥٥ ، ٢٥٩ ، ٢٦٥ ، ٢٦٦ ، ٢٦٩ ، ٢٧٣ ، ٢٧٥ ـ ٢٧٨ ، ٣١٥ ، ٣١٦ ، ٣٢٠ ، ولعل بعض هذا النقص راجع إلى عدم اكتشاف مسكوكات ضربت فيها ؛ ثم توقف سك النقود فيها ، مما يدل على تناقص مواردها المالية.
ومن دلائل تدهور أحوالها في العهود العباسية أن المنذري في كتابه «التكملة في وفيات النقلة» لم يذكر ممن توفى في العهود العباسية المتأخرة ، رجلا منسوبا إلى سامرّاء وإنما ذكر اثنين منسوبين إلى قادسية سامرّاء ، هما أبو عبيدة الله (٣) (٣ / ٢٢٥٩) ، واحمد بن محمد بن علي (٤) (٣ / ١٩٩٩) ، وذكر أن أحمد بن الحسين العتابي توفي في القادسية سامرّاء (٢ / ١٤٦١).
أشار البلدانيون إلى تدهور أحوالها ، فالإصطخري لم يخصها إلا بسطر ذكر أنها محدثة (٥) بها ويقول اليعقوبي في «التاريخ» وخرج المعتصم إلى القاطول في النصف من ذي القعدة سنة ٢٢٠ فاختط المدينة التي بدأها وأقطع الناس القطائع وجدّ في البناء حتى بنى الناس القصور والدور والأسواق ثم ارتحل من القاطول إلى سرّ من رأى (٦).
__________________
(١) تكملة الطبري للهمذاني ٢١١.
(٢) المنتظم ٧ / ٢٨٣.
(٣) التكملة في وفيات النقلة ٣ / ٢٢٥٩.
(٤) المصدر نفسه.
(٥) المسالك.
(٦) تاريخ اليعقوبي ٣ / ١٩٨ ـ ٩.