ترى الشيعة أن به سرداب القائم المهدي ومحلة أخرى بعيدة عنها يقال لها كرخ سامرّاء ، وسائر ذلك خراب يباب يستوحش الناظر إليها بعد أن لم يكن في الأرض كلها مدينة أحسن منها ولا أجمل ولا أعظم ولا آنس ولا أوسع.
ثم ينقل عن المهلبي في كتابه «العزيزي» قوله : «جزت بسرّ من رأى منذ صلاة الصبح في شارع واحد ، مادّ عليه من جانبيه دور كأن اليد رفعت عنها الوقت ، لم تقدم إلا الأبواب والسقوف ، فأما حيطانها فكالجديدة فما زلنا نسير إلى بعد الظهر حتى انتهينا في العمارة منها ، وهي مقدار قرية يسيرة في وسطها ، ثم سرنا من الغد على مثل ذلك الحال فما خرجنا من آثار البناء إلى النحو الظهر ، ولا شك أن طول البناء ، كان أكثر من ثمانية فراسخ (١)».
ومر ابن بطوطة في رحلته بالمشرق وذكر أنه «في العدوة الشرقية من هذا الحصن مدينة سرّ من رأى. وقد استولى الخراب على هذه المدينة فلم يبق منها إلا القليل ، وهي معتدلة الهواء ، رائعة ، رائقة الحسن على بلائها ودروس معالمها ، وفيها أيضا مشهد صاحب الزمان كما بالحلة (٢)».
ووصف القزويني إنشاءها وسرداب الغيبة ثم قال : «لم تزل سامرّاء في زيادة عمارة من أيّام المعتصم إلى أيام المستعين ، فعند ذلك قويت شوكة الأتراك ووقعت المخالفة في الدولة ، فلم تزل في نقص إلى زمان المعتضد بالله ، فإنه انتقل إلى بغداد وترك سامرّاء بالكلية ، فلم يبق بها إلا كرخ سامرّاء وموضع المشهد والباقي خراب يباب يستوحش الناظر إليها بعد أن لم يكن في الأرض أحسن ولا أجمل ولا أوسع ملكا منها (٣)».
__________________
(١) معجم البلدان ٣ / ٢٠ ـ ٢١ وانظر وصف المقريزي «لم يبق فيها عامر سوى مقدار يسير كالقلعة (صبح الأعشى ٤ / ٣٣٢).
(٢) رحلة ابن بطوطة ١ / ١٣٧.
(٣) آثار البلاد ٢٨٦.