والشارع الرابع يعرف بشارع برغامش التركي فيه قطائع الأتراك والفراغنة ، فدروب الأتراك منفردة ، ودروب الفراغنة منفردة ، والأتراك في الدروب التي في القبلة والفراغنة بإزائهم بالدروب التي في ظهر القبلة ، كل درب بإزاء درب لا يخالطهم أحد من الناس. وآخر منازل الأتراك وقطائعهم قطائع الخزر مما يلي المشرق. أول هذا الشارع من المطيرة عند قطائع الأفشين التي صارت لوصيف وأصحاب وصيف ، ثم يمتد الشارع إلى الوادي الذي يتصل بوادي إبراهيم بن رباح.
والشارع الخامس يعرف بصالح العباسي وهو شارع الأسكر فيه قطائع الأتراك والفراغنة والأتراك أيضا في دروب منفردة ، والفراغنة في دروب منفردة ممتدة من المطيرة إلى دار صالح العباسي التي على رأس الوادي ، ويتصل ذاك بقطائع القواد والكتاب والوجوه والناس كافة.
ثم شارع خلف شارع الأسكر يقال له الحير الجديد فيه أخلاط من سائر الناس من قواد الفراغنة والأشروسنية والأشتاخنجية وغيرهم من سائر كور خراسان.
وهذه الشوارع التي من الحير كلما اجتمعت إلى إقطاعات لقوم هدم الحائط وبني خلفه حائط وبني خلفه حائط غيره ، وخلف الحائط الوحش من الظباء والحمير الوحش والأيايل والأرانب والنعام ، وعليها حائط يدور في صحراء حسنة واسعة.
والشارع الذي على دجلة يسمّى شارع الخليج وهناك الفرض والسفن والتجارات التي ترد من بغداد وواسط وكسكر وسائر السواد من البصرة والأبلة والأهواز وما اتصل بذلك ومن الموصل وبعربايا وديار ربيعة وما اتصل بذلك ، وفي هذا الشارع قطائع المغاربة كلهم أو أكثرهم ، والموضع المعروف بالأزلاخ الذي عمر بالرجالة المغاربة في أول ما اختطت سرّ من رأى.
واتسع الناس في البناء بسرّ من رأى أكثر من اتساعهم ببغداد ، وبنوا المنازل الواسعة ، إلا أن شربهم جميعا من دجلة مما يحمل في الرّوايا على