فجاء بها للشيخ فلما رآها قال له من أين لك هذه فقص عليه القصة فقال اذهب فاجعل الدار لها ولاولادها واعمل اليهم فى كل سنة ما يقوم بهم فانصرف الوكيل بعد أن وضع الدجاجة بين يدى الشيخ ومضى الى المرأة وفعل ما أمره به ثم إن الشيخ أراد أن يقطعها ويأكل واذا بالباب يطرق فقال من قال جار لكم فقير فقال يا جارية اخرجيها له فأخرجتها له فأخذها وقال هذه لا تصلح لى فمشى فلقى فى الطريق ولد الشيخ ولم يعلم انه ولده فأخرجها وقال يا سيدى اقبل هذه منى فأعجبته وأخذها ودفع له شيئا من الدنانير ثم قال فى نفسه والله هذه تصلح لوالدى فجاء بها اليه فقال له من أين لك هذه فقال من رجل فقير من جيراننا كنت أعرفه قديما وكان له مال ودنانير وهو الآن فقير فسأله عما أعطاه له فذكر له ذلك فقال اذهب اليه بخمسين دينارا ووضع الدجاجة بين يديه وأراد أن يأكلها واذا بالباب يطرق فقال للجارية انظرى من بالباب إن كان مسكينا فانت حرة لوجه الله فخرجت وعادت وقالت يا سيدى بالباب مسكين فقال اعطيها له وانت حرة لوجه الله فخرجت وأعطتها للمسكين وعتقت رحمة الله عليه حكى هذه الحكاية عنه المسكى وكان من أجلاء العلماء والى جانب قبره قبر الضراب وولده صاحب التاريخ وهناك تربة تعرف بتربة سماسرة الخير الانماطيين ولم يبق منهم غير قبرين حوضين حجر متلاصقين لم يكن بالحومة أكبر منهما قال ابن عثمان جلست امرأة عند رجل منهم وقالت اللهم فرج كربتى فقال لها ما بك أيتها المرأة فقالت لى ابنة يتيمة تدخل بعد ثلاث ليال بيتها وليس معى غير هذه العشرة دراهم فقام وأخرج لها شوارا وقال هذا لابنتك على شرط قالت وما شرطك قال أن تقولى لها اذا فرح قلبها أن تقول اللهم أذهب كربة فلان يوم الفزع الاكبر فذهبت المرأة الى ابنتها وقالت لها كما قال الشيخ فدعت له فلما مات رؤى فى المنام فقيل له ما فعل الله بك قال أوقفنى بين يديه وقال يا عبدى قد أذهبت كربك واستجبت دعاء المرأة وبالحومة قبور كثيرة لا تعرف أسماؤها وبالحومة قبر أبى نصر المعافرى الزاهد توفى سنة أربع وعشرين وثلثمائة قال ابن عثمان وعلى اليسار قبر الشاب التائب ثم تمشى وأنت مستقبل القبلة الى مقبرة أبى القاسم الوزير المعروف بابن المغربى وهى مقبرة مشهورة باجابة الدعاء وهى أول مقابر المعافريين ومقبرة المعافريين مشهورة وهى من حوش أبى القاسم الوزير الى قبر الادفوى أولها قبر ابن بابشاذ النحوى وآخرها قبر الادفوى والمعافريون قبيلة نزلت بمصر منهم صحابة وتابعيون فمنهم صلة بن الحارث المعافرى معدود فى طبقة الصحابة ولهم عنه حديث واحد هكذا حكى القرشى فى تاريخه وقال وبمقبرة المعافريين حمزة بن عمر الاسلمى قال الضراب