الوزير أبا سعيد المالينى وقبر أبى الفتح بن غالى الصوفى وقبر البسطامى وقبور بنى تاشفين ملوك الغرب وقد سلف ذكرهم فيما بين تربة أبى القاسم الوزير وتربة الجرجانى وقد دثرت هذه القبور وهى لا تعرف الآن وفى قبلتهم قبر الوزير الجرجانى قيل انه أقام وزيرا ستين سنة على ثلاثة خلفاء ذكره الموفق وصاحب المصباح وحكى انه قطعت يده تحت القصر عند الباب وذلك أن رجلا من الولاة ظلم الناس وحاف عليهم فأتوا الخليفة ومعهم المصاحف فقال لداعى الدعاة سلهم عن شأنهم فأخبروه بما صنع معهم والى أرضهم فأخبر الخليفة بذلك وكان الخليفة يكتب عنده أسماء الولاة فتصفح اسمه فيهم فلم يجد هذا الاسم عنده فقال للوزير الجرجانى أنت وليته قال لا فأمر باحضاره فلما حضر سأله الخليفة من ولاه فقال مولانا أمير المؤمنين وأخرج منشور ولايته وخط الخليفة عليه وتحته علامة الوزير فقال له الخليفة ويلك من كتب لك هذا الخط فقال هذا الوزير فغضب الخليفة وأمر بقطع يده وعزله عن الوزارة فأقام بمنزله مدّة ثم تبين للخليفة العاضد أنه مظلوم وأنهم زوّزوا عليه وعليه فأتاه الخليفة بنفسه وأمر له بعشرة آلاف دينار وأعاد له وظيفته وكان يربط له القلم على يده المقطوعة فيكتب ويعلم بها قال أبو زيد الطالبى رأيت الجرجانى ركب من الغد فى ثلاثة آلاف ورأيته وقت الظهر مقطوع اليد محمولا على دابته الى بيته وكان حسن السيرة كثير التودّد وحكى ابن عثمان أنه لما أمر الخليفة بقطع يده أمر من أخرج يده اليسرى من كمه اليمين وقطعها فقال الواسطة ايش انه لم يخرج للقطع الا يده اليسرى فقال المتولى تقطع يده اليمنى فقطعت ونفى وقيل ان ذلك كان فى زمن الحاكم بأمر الله وان الحاكم تذكره بعد ذلك وأمر باحضاره وقال له من دفع اليك التوقيع فقال أستاذك وقال لى هذه علامة الحاكم وما اتهمته فأمر باحضار الاستاذ فحضر فقال له أنت دفعت التوقيع للوزير قال نعم قال فمن دفع لك التوقيع قال كاتب الجهة وسيرنى برسالة الى الوزير فأمر الحاكم بقتل المتولى والاستاذ وكاتب الجهة فقتلوا وأعاد الوزير الى وظيفته وقد دثرت هذه التربة ولم يبق منها غير باقية واسم الوزير الجرجانى أبو البركات الحسين ثم نرجع الى مسجد الفتح حكى الموفق أنه أول مسجد أسس عند فتح مصر والدعاء به مجاب وبه محراب لطيف خشب منفرد فى زاوية المسجد حكى عنه بعض مشايخ الزيارة أنه كان مع الصحابة وكان يحمله عامر المعافرى وينصبونه وقت الصلاة وهذا كله غير صحيح لانه لم يذكر فى تاريخ من تواريخ مصر وحكى صاحب كتاب المزارات المصرية أن أوّل مسجد أسس عند فتح مصر الجامع القديم الذى بالقرافة الكبرى ووافق عليه القضاعى