وكان هذا الجامع معبد الشيخ العفيفى العسقلانى وبحومة الفتح جماعة من الاولياء منهم الشيخ العفيفى العسقلانى الصامت وقبره على المصطبة مقابلا لباب المسجد ومن وراء تربته قبور بنى ردّاد أمناء النيل لهم حكايات فى الامانات والصدق وأصلهم من البصرة ذكر القضاعى سبب دخولهم الى مصر ونذكر مناقبهم فى غير هذا الموضع وقبورهم مبنية بالطوب الاحمر وقال غير واحد من أصحاب التاريخ انهم قريبون من قبر الخلعى والأصح انهم بهذا المكان وبالحومة قبر درّاس بن عبد الله العادلى قال بعضهم انه حسان التراس وبالحومة قبر نجيب المقرى وبالجهة الغربية تربة الافضل أمير الجيوش وهى الملاصقة لحائط الفتح وأما الجهة الشرقية من مسجد الفتح ففيها تربة بنى الذهبى وقد سلف ذكرها ثم تمشى وأنت مستقبل القبلة تجد قبر الناطق وعند رأسه قبر الحفار قال ابن عثمان لما أراد هذا الحفار أن ينزل بالشيخ فى قبره سمعه يقول رب أنزلنى منزلا مباركا وأنت خير المنزلين فلما سمع الحفار ذلك لزم العبادة والصلاة والصوم ولم يزل على ذلك منقطعا فى بيته الى أن مات ودفن بهذا المكان والى جانبهما من الجهة القبلية قبر الشيخ المعروف بالمقدسى كان متصدّرا بالجامع العتيق ومسجد الغنم وهو معدود فى طبقة الشهداء وعموده باق الى الآن بازاء الفتح والى جانبه من الجهة القبلية قبر عبور العابد وأخيه على العابد ذكرهما الموفق والى جانبهما من الجهة القبلية مع حائط المسجد قبران أحدهما الى جانب الآخر هما قبرا الفقيه الامام المعروف بابن البرادعى كان زاهدا عابدا والآخر صاحب الكرمة قيل ان رجلا رأى فى المنام كأن تلك البقعة كلها أنهار وأشجار وكروم فوقف متعجبا فاذا هو بصاحب هذا القبر قد قام منه وقال مثل ما عندكم فوق هكذا عندنا أسفل أما سمعت قوله صلىاللهعليهوسلم قبر المؤمن روضة من رياض الجنة فلما أصبح كتب على قبره صاحب الكرمة والى جانبه قبر القفصى المغربى المصلى بمسجد الزبير كان من أكابر العلماء ذكره الموفق فى تاريخه والى جانبهم من القبلة قبر أبى بكر الاجرى وهو فى حوش صغير وهو وراء قبة الفتح وأما الجهة القبلية ففيها تربة يزيد بن أبى حبيب عدّه القرشى فى طبقة التابعين من طبقة عبد الله بن أبى جعفر يكنى أبا رجاء بن أبى حبيب واسم أبى حبيب سويد كان نوبيا أعتقته امرأة مولاة لابى جميل بن عامر سمع من عبد الله بن الحارث ومن أبى الطفيل كان مفتيا لأهل مصر فى زمانه وهو أوّل من أظهر العلم بمصر والكلام فى الحرام وفى الحلال وكان الليث بن سعد يقول يزيد بن أبى حبيب سيدنا وعالمنا وروى عن عقبة ابن عامر الجهنى وكان الناس يزدحمون على بابه قال يحيى بن بكير قال الليث ليتنى أدركت