سبحانه في كل ما يختاره لهم ، فما معنى أن يعودوا للتمرد عليه وعلى رسوله؟! وما معنى أن يعصوا أوامره؟! وأن يشكوا في دينهم شكا لم يشكوا مثله قبل ذلك ، ولا بعده ، كما صرح به بعضهم؟!
وكيف يطيعون رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في المسير للعمرة ، ولا يطيعون أمره في الإحلال منها؟!
والذي يزيد الأمر خطورة وتعقيدا ، أن المسلمين حتى حين أحلوا وحلقوا رؤوسهم ، قد ظهر منهم أنهم كانوا مرغمين على هذا الإحلال ، حتى إنهم حين كانوا يحلقون رؤوس بعضهم كاد بعضهم أن يقتل بعضا بالجراحات ، من شدة غمهم وارتباكهم ، وعظيم غيظهم ..
ولا شك بأن قرار رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، هو السبب فيما حدث لهم من هم وغم ، وأن غضبهم كان منه «صلىاللهعليهوآله» ، حيث لم يرضوا بما رضيه الله ورسوله لهم.
فأين هذا من قول زينب صلوات الله وسلامه عليها في مناسبة ما جرى على أقدس الخلق ، وهو الإمام الحسين «عليهالسلام» ومن معه ، وصحبه في كربلاء : «رضا الله رضانا أهل البيت».
وحين سألها ابن زياد كيف رأيت صنع الله بأخيك ، قالت : ما رأيت إلا جميلا ، وغير ذلك كثير ..
فيا ساعد الله قلب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» على هذا المصاب الجلل ، الذي أظهر بوضوح : كيف أنه ما أوذي نبي بمثل ما أوذي «صلىاللهعليهوآله».
ومن جهة أخرى : فإن الله سبحانه قد صرح : بأن من جملة أسباب منع