وفي رواية : وكأني بهم لو قد لقيت قريشا أسلموك ، فتؤخذ أسيرا ، فأي شيء أشد عليك من هذا؟
فغضب أبو بكر ـ وكان قاعدا خلف رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فقال : امصص بظر اللات ، أنحن نخذله ، أو نفرّ عنه؟!
فقال عروة : من ذا؟
قالوا : أبا بكر.
فقال عروة : أما والله لولا يد لك عندي لم أجزك بها لأجيبنك.
وكان عروة قد استعان في حمل دية ، فأعانه الرجل بالفريضتين والثلاث ، وأعانه أبو بكر بعشر فرائض.
فكانت هذه يد أبي بكر عند عروة.
وطفق عروة كلما كلّم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» مس لحية النبي «صلىاللهعليهوآله» ، والمغيرة بن شعبة قائم على رأسه «صلىاللهعليهوآله» بالسيف ، على وجهه المغفر ـ لما قدم عروة لبسها ـ فطفق المغيرة كلما أهوى عروة بيده ليمس لحية النبي «صلىاللهعليهوآله» يقرع يده بنعل السيف ويقول : اكفف يدك عن مس لحية رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قبل ألا تصل إليك ، فإنه لا ينبغي لمشرك أن يمسه.
فلما أكثر عليه غضب عروة وقال : ويحك!! ما أفظك وأغلظك!
وقال : ليت شعري!! من هذا الذي آذاني من بين أصحابك؟ والله لا أحسب فيكم ألأم منه ، ولا أشر منزلة.
فتبسم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وقال : «هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة».