نصف شهر ، وقد تفلوا وشعثوا ، صاح وقال : سبحان الله «ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت!! أبى الله أن تحج لخم ، وجذام ، وكندة ، وحمير ، ويمنع ابن عبد المطلب ، ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت ، هلكت قريش وربّ الكعبة. إن القوم إنما أتوا عمّارا».
فقال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «أجل يا أخا بني كنانة».
وذكر ابن إسحاق ، ومحمد بن عمر ، وابن سعد : أنه لم يصل إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لما رأى ذلك إعظاما لما رأى.
فيحتمل أن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» خاطبه من بعد.
فرجع إلى قريش ، فقال : إني رأيت ما لا يحل منعه ، رأيت الهدي في قلائده ، قد أكل أوباره ، معكوفا عن محله ، والرجال قد تفلوا ، وقملوا أن يطوفوا بهذا البيت.
والله ما على هذا حالفناكم ، ولا عاقدناكم ، على أن تصدوا عن البيت من جاءه ، معظما لحرمته ، مؤديا لحقه. وساق الهدي معكوفا أن يبلغ محله.
والذي نفسي بيده لتخلّنّ بينه وبين ما جاء له ، أو لأنفرنّ بالأحابيش نفرة رجل واحد.
فقالوا : كف عنا يا حليس حتى نأخذ لأنفسنا ما نرضى به ، وفي لفظ : اجلس فإنما أنت أعرابي لا علم لك ، كل ما رأيت من محمد مكيدة.
فقام مكرز ـ بكسر الميم ، وسكون الكاف ، وفتح الراء ـ بن حفص.
فقال : دعوني آته.
فلما طلع ورآه النبي «صلىاللهعليهوآله» قال : «هذا رجل غادر» وفي لفظ : «فاجر».