أخبرنا أبو الحسن السلمي الفقيه ، نا عبد العزيز ـ لفظا ـ أنبأ أبو نصر بن الجبّان ، أنا جمح بن القاسم ، نا أحمد بن عبد الواحد ، نا مروان ، نا الوليد ، حدّثني يحيى بن حمزة وغيره ، عن أبي وهب ، عن مكحول ، عن أبي جندل بن سهيل والحارث بن معاوية الكندي أنهما كانا على ميضأة مسجد دمشق ، فأزال أحدهما خفّه حتى صارت قدمه في الساق ، فتذاكرا المسح فأفتاهما بلال مؤذن رسول الله صلىاللهعليهوسلم [بالمسح](١) فردّ قدمه في الخفّ ومسح على خفّيه.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الحسن الدار قطني ، نا أبو بكر يعقوب بن إبراهيم البزار ، نا الحسن بن عرفة ، نا إسماعيل بن عيّاش ، عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي ، عن مكحول ، عن الحارث بن معاوية الكندي وأبي جندل بن سهيل قالا : سألنا بلال مؤذّن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ ونحن على مطهرة الدرج بدمشق ونحن نتوضأ منها ـ عن المسح على الخفّين ، ونحن نريد أن ننزع خفافنا ، فقال بلال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «امسحوا على النصيف (٢) والموق (٣)» [١٣٣٣٣].
ورواه بعضهم فقلبه :
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الفضل أحمد بن الحسن ، وأبو منصور علي بن علي بن عبيد الله ، قالوا : أخبرنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا علي بن الجعد ، أنا ابن (٤) ثوبان ، عن أبيه ، عن مكحول ، عن الحارث بن معاوية ، وسهيل بن أبي جندل بأنهما سألا بلالا عن المسح فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «امسحوا على الخمر والموق» [١٣٣٣٤].
انتهى ، أبو جندل بن سهيل ، اسمه عبد الله بن سهيل ، قتل يوم اليمامة ، وأبو جندل هذا سأل بلالا بدمشق في خلافة عمر هو غيره (٥)(٦).
__________________
(١) استدركت عن مختصر أبي شامة.
(٢) النصيف : الخمار.
(٣) الموق ، واحد الأمواق ، وهو ضرب من الخفاف.
(٤) بالأصل : أبو.
(٥) بالأصل : «عبد الله» خطأ والتصويب عن المختصر.
(٦) عقب أبو شامة في مختصره الورقة ١١٤ قال : قلت هو هو لا شك فيه ، والذي باليمامة ليس أبا جندل ، إنما هو أخوه عبد الله وأبو جندل ليس اسمه عبد الله وإنما اسمه العاص ، كذلك سماه الحافظ أبو القاسم في موضعه من هذا الكتاب ، في أول باب العين. وليس له ترجمة في تاريخ مدينة دمشق الذي حققناه ، فتراجم حرف العين.
تبدأ فيمن اسمه : عاصم.