يبكيك يا أبا النّضر؟ فو الله إنّك لخادم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وإنك لنجيّ (١) ، وإن في بيتك لطعام وشراب (٢) ، قال : ما على هذا أبكي ، أبكي على [هذه الأمة](٣) أخاف عليها الشرط (٤) والشهوة الخفية ، قال مكحول : لا يجعل في هذه الأمة شركا ، قال : فقال أنس : وأنا من الأخرى أخوف ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من ركب فرسه ، ثم استعرض أمّتي يقتلهم بسيفه خرج من الإسلام» ، وأما الأخرى فانطلاق الرجل إلى جاره يخالفه في أهله ، انتهى [١٣٣٣٦].
ورواه إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان ، عن إبراهيم بن سليمان بن أبي داود البرلسي ، فقال فيه : لا يجعل الله في هذه الأمة شركا.
وكذلك رواه محمّد بن عبّاد عن حاتم إلّا أنه قال : عن حمزة أبي محمّد وهو وهم.
أخبرناه أبو الحسن علي بن عبيد الله بن نصر ، أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا محمّد بن إسحاق ، نا محمّد بن عبّاد ، نا حاتم بن إسماعيل ، عن حمزة أبي محمد عن شيخ من أهل دمشق يقال له أبو حريش ، عن مكحول قال :
شهدت مع أنس جنازة ، فرجعت معه إلى منزله ، فأتى فراشا له ، فاضطجع عليه ، وأخذ ريطة فغطّى بها وجهه ثم بكى ، قال مكحول : فقلت : ما يبكيك يا أبا النّضر؟ فو الله إنك لخادم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وإن .... (٥) لبخير ، وإنّ في بيتك لطعام وشراب ، فقال : ما على هذا أبكي ، ولكن أبكي على هذه الأمة ، أخاف عليها الشرك والشهوة الخفية ، قال مكحول : فقلت : لا يجعل الله في هذه الأمة شركا ... (٦) وأنا من الاثنين أخوف قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من ركب فرسا ثم استعرض أمّتي يقتلهم خرج من الإسلام» ، وأما الأخرى فانطلاق الرجل إلى جاره يخالفه في أهله ، انتهى.
أنبأنا أبو الحسين ، وأبو عبد الله ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا حمد ـ إجازة ـ.
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي مختصر ابن منظور : وإنك لبخير.
(٢) كذا بالأصل : وفي مختصر ابن منظور : وإن في بيتك لطعاما وشرابا.
(٣) الزيادة للإيضاح عن مختصر ابن منظور.
(٤) في مختصر ابن منظور : الشرك.
(٥) رسمها بالأصل : حرى.
(٦) بياض بالأصل.