المسلم والكافر .. وفيهم المسلم الحقيقي الخالص ، والمنافق ..
٢ ـ إن إيمان المؤمنين منهم لم يكن في مستوى واحد ، إذ فيهم ضعيف الإيمان ، وفيهم القوي الصلب في إيمانه.
٣ ـ كما أن هناك اختلافا في دوافعهم لخوض هذه الحرب ، فهناك المجاهد في سبيل الله ، المدافع عن دينه ورسوله.
وهناك : الباحث عن الغنائم والإماء ، والعبيد.
وفريق ثالث : يريد أن يتلذذ بأخذ الثارات ، أو أن يثبت فروسيته أو مقامه من خلال شن الغارات.
٤ ـ ليس لدى هذا الفريق عصبية مؤثرة في مسار الحرب ، بل هم من فئات شتى ، وقبائل مختلفة ، كانت مئات منها على مدى الأيام متناحرة ، ومتباغضة ، بل كان بين بعضها حروب طويلة ، وثارات وإحن وأضغان مستحكمة. ولا يشعر أي منها بأنه معنيّ بحفظ ، أو بمعونة غيره من القبائل ، إلا ما قل ، أو ما شذ منها.
٥ ـ وهناك عامل آخر لا بد أن نضيفه إلى ما تقدم ، وهو تدنّي مستوى ، أو فقل : انحسار واسع لتأثير القيادات القبلية ، حيث لم تعد قادرة على فرض موقف على سائر أفراد القبيلة ، وهذا الإنحسار قد جاء لصالح تأثير موقع النبوة ، وأوامره فيهم ، وفي رؤسائهم على حد سواء ..
بل إنهم حتى إذا اختاروا التخلي عن نبيهم ، أو فقل : حتى إذا عذروا أنفسهم في التخلي عنه ، وأسلموه إلى يد عدوه ، فإن رؤساء القبائل لن يستعيدوا ما كان لهم من تأثير في مسار الأمور الذي كان لهم قبل قبولهم الإسلام ..