ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعى به أجاب (١)». قال وإذا رجل يقرأ في ناحية المسجد فقال : «لقد أعطى هذا مزمارا من مزامير آل داود» قال قلت : أخبره يا رسول الله؟ قال : «نعم» قال : فأخبرته ، فقال لم يزل لي صديقا ، قال : وإذا هو أبو موسى الأشعريّ الذي كان يقرأ.
قال أبو الحسين العكلي فحدّثت بهذا الحديث زهير بن معاوية الجعفي فقال حدّثنا به أبو إسحاق السّبيعيّ عن مالك بن مغول بهذا بعينه.
قال أبو الحسين : وأخبرني به سفيان الثوري عن مالك بن مغول ، فلقيت أنا بعد مالك بن مغول فسمعته منه. غريب من حديث زهير بن معاوية عن أبي إسحاق ، تفرد به زيد بن الحباب عنه. وقد روى عن شريك عن أبي إسحاق عن مالك بن مغول واختلف عن شريك فيه.
حدّثت عن أبي الحسن بن الفرات قال أخبرني الحسن بن يوسف الصّيرفيّ أخبرنا أبو بكر الخلّال أخبرنا أبو بكر المروذي أن أبا عبد الله ذكر زيد بن الحباب فقال : كان صاحب حديث كيسا ، قد دخل إلى مصر ، وخراسان في الحديث ، وما كان أصبره على الفقر. كتبت عنه بالكوفة وهاهنا ، وقد ضرب في الحديث إلى الأندلس.
قلت : قول أبي عبد الله أحمد بن حنبل في زيد أنه ضرب في الحديث إلى الأندلس ؛ عني بذلك سماع زيد من معاوية بن صالح الحمصي ـ وكان يتولى قضاء الأندلس ـ فظن أحمد أن زيدا سمع منه هناك ، وهذا وهم منه رحمهالله ، وأحسب أن زيدا سمع من معاوية بمكة ، فان عبد الرّحمن بن مهديّ سمع بها منه.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدّثني أبي عن عبد الرّحمن بن مهديّ. قال : كنا بمكة نتذاكر الحديث ، فبينا نحن كذلك ، إذا إنسان قد دخل فيما بيننا ، فسمع حديثنا ، فقلنا له : من أنت؟ قال أنا معاوية بن صالح ، قال : فاحتوشناه.
أخبرنا البرقانيّ أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال سمعت أحمد. قال : زيد
__________________
(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٤٧٥. وسنن للنسائي ، كتاب السهو باب ٥٨. ومسند أحمد ٥ / ٣٤٩.