فبدلاً من دعمها وتأييدها وصيانتها عن الزلة حتّى تنمو وتصير شجرة مثمرة معطية أُكلها كلَّ حين ، قمتم بوجه تلك الحكومة بنشر كتيبات ورسائل تكرّرون الشبه الّتي أكل عليها الدهر وشرب ، وأجاب عنها الفطاحل الأعلام ، وقبل كل شيء تشقون عصا المسلمين وتمزّقون الوحدة ولو كان الهدف من نشرها هو الهداية والإرشاد إلى سبيل التوحيد ، فليست الفرية والافتعال والاعتماد على كتب مخالفيهم ، بل وعلى كتب اليهود والنصارى من شروطها ، ولا نبش الدفائن من أُسسها !! « ما هكذا تورد يا سعد الأبل ».
إنّ ما تذكرونه من الشبهات مأخوذ من كتّاب مغفّلين أو مستغربين ، كموسى جار الله التركستاني ، وأحمد أمين المصري ، ذلك الكاتب المتحذلق المختلق ، والقصيمي النجدي ذلك الكيذبان الأشرس على المسلمين جميعاً وعلى الشيعة خصوصاً ، وغيرهم ، وقد قام الفطاحل الأعلام من الإمامية بنقد هذه النسب المفتعلة أو تفسيرها على نهج الحق ، نظراء : الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء ، والسيد محسن الأمين الشامي ، وشرف الدين العاملي ، وعبد الله السبيتي ، والعلاّمة الأميني ـ قدس الله أسرارهم وأسكنهم فسيح جناته ـ فكان الواجب على الكاتب ونظيره ترك التعرّض لهذه المسائل بعد الوقوف على هذه الكتب ، غير أنّه راقه تكرار المكرّرات وإغواء البسطاء ، وقبل كل شيء إرضاء الأسياد الذين يقومون في وجه الثورة الإسلامية يخافون من اندلاعها في المنطقة.
لا شك أنّ الحركة نحو الإسلام قد استفحلت في جميع الأقطار الإسلامية وتشرف أن تكون ناضجة مثمرة في الأبعاد الكثيرة ، وانّ الأُمنية الّتي كانت تجول في خواطر الشخصيات الإسلامية الكبيرة منذ بداية القرن الرابع عشر كالسيد جمال الدين الأسدآبادي ، وتلميذه شيخ الأزهر محمد عبده المصري ، والسيد الكواكبي الشامي وسائر الأعلام ، أخذت تتجسد في المجتمع.