خطيباً. وقال في آخر خطبته :
يا معشر الشيعة ، إنكم قد علمتم بأن معاوية قد هلك وصار إلى ربه وقدم على عمله ، وقد قعد في موضعه ابنه يزيد ، وهذا الحسين بن علي عليهماالسلام قد خالفه وصار إلى مكة هارباً من طواغيت آل أبي سفيان ، وأنتم شيعته وشيعة أبيه من قبله ، وقد احتاج إلى نصرتكم اليوم ، فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدوا عدوه فاكتبوا إليه ، وإن خفتم الوهن والفشل فلا تغروا الرجل من نفسه.
قال : فكتبوا إليه :
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الحسين بن علي أمير المؤمنين عليهماالسلام ، من سليمان بن صرد الخزاعي والمسيب بن نجبة (٥٨) ورفاعة بن شداد (٥٩) وحبيب بن مظاهر (٦٠) وعبدالله بن
__________________
(٥٨) ر : نجية.
وهو المسيب بن نجبة بن ربيعة بن رياح الفزاري ، تابعي ، كان رأس قومه ، شهد القادسية وفتوح العراق ، كان مع علي عليه السلام في مشاهده ، سكن الكوفة ، ثار مع التوابين في طلب دم الحسين عليه السلام ، استشهد مع سليمان بن الصرد بالعراق سنة ٦٥ هـ ، وكان شجاعاً بطلاً متعبداً ناسكاً.
الكامل في التاريخ ٤ / ٦٨ ـ ٧١ ، الإصابة ترجمة رقم ٨٤٢٤ ، الأعلام ٧ / ٢٢٥ ـ ٢٢٦.
(٥٩) رفاعة بن شداد البجلي ، قارئ ، من الشجعان المقدمين ، من أهل الكوفة ، من شيعة علي عليهالسلام ، قتل سنة ٦٦ هـ.
الكامل في التاريخ حوادث سنة ٦٦ هـ ، الأعلام ٣ / ٢٩.
(٦٠) حبيب بن مظاهر ـ أو مظهر أو مطهر ـ بن رئاب بن الأشتر بن حجوان الأسدي الكندي ثم الفقعسي ، تابعي ، من القواد الشجعان ، نزل الكوفة ، صحب علي عليهالسلام في حروبه كلها ، وكان من شرطة الخميس ، ثم كان على ميسرة الحسين يوم كربلاء وعمره خمس وسبعون سنة ، بذل محاولة لاستقدام أنصار من بني أسد وحال الجيش الأموي دون وصولهم إلى معسكر الحسين عليهالسلام ، كان معظماً عند الحسين ، وكان شخصية بارزة في مجتمع الكوفة ، ولما استشهد قال الحسين عليهالسلام : احتسب