فقال هاني : إذن والله تكثر البارقة حول دارك.
فقال ابن زياد : والهفاه عليك ، أبا البارقة تخوفني ـ وهاني يظن أن عشيرته يسمعونه ـ ثم قال : أدنوه مني ، فأدني منه ، فاستعرض وجهه بالقضيب ، فلم يزل يضرب أنفه وجبينه وخده حتى كسر أنفه وسيل الدماء على ثيابه ونثر لحم خده وجيبنه على لحيته وانكسر القضيب.
فضرب هاني يده إلى قائم سيف شرطي ، فجذبه ذلك الرجل ، فصاح (١٢٧) ابن زياد : خذوه فجروه حتى ألقوه في بيتٍ من بيوت القصر واغلقوا (١٢٨) عليه بابه ، وقال : اجعلوا عليه حرساً ، ففعل ذلك به.
فقام أسماء بن خارجة إلى عبيدالله بن زياد ـ وقيل : إن القائم حسان بن أسماء ـ فقال : أرسل غدرٍ سائر اليوم (١٢٩) ، أيها الأمير أمرتنا أن نجيئك بالرجل ، حتى إذا (١٣٠) جئناك به هشمت وجهه وسيلت دماءه على لحيته وزعمت أنك تقتله.
فغضب ابن زياد من كلامه وقال : وأنت ها هنا! وأمر به فضرب حتى ترك وقيد وحبس (١٣١) في ناحية من القصر.
فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، إلى نفسي أنعاك يا هاني.
قال الراوي (١٣٢) : وبلغ عمرو (١٣٣) بن الحجاج أن هانياً قد قتل ـ وكانت رويحة
__________________
(١٢٧) ر : فقال.
(١٢٨) ر : وأغلق.
(١٢٩) ع : القوم.
(١٣٠) إذا ، لم يرد في ر.
(١٣١) ر : وأجلس.
(١٣٢) الراوي ، لم يرد في ر.
(١٣٣) ر : عمر.