ثم أوصل (٥٣) كلامه عليهالسلام بأبيات فروة بن مسيك المرادي (٥٤) :
« فإن نهزم فهزامن قدما |
|
وإن نغلب فغير مغلبينا |
وما أن طبنا جبن ولكن |
|
منايانا ودولة آخرينا |
إذا ما الموت رفع عن أناس |
|
كلاكله أناخ بآخرينا |
فأفنى ذلك سروات قومي |
|
كما أفنى القرون الأولينا |
فلو خلد الملوك إذاً خلدنا |
|
ولو بقي الكرام إذاً بقينا |
فقل للشامتين بنا : أفيقوا |
|
سيلقى الشامتون كما لقينا » |
ثم قال : « أما والله لا تلبثون بعدها إلا كريث ما يركب الفرس حتى يدور بكم دور الرحى ويقلق بكم قلق المحور عهدٌ عهده إلي أبي عن جدي ، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ، ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ، ثم اقضو إلي ولا تنظرون.
إني توكلت على الله ربي وربكم ، ما من دابة إلا هو آخذٌ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم.
اللهم احبس عنهم قطر السماء وابعث عليهم سنين كسنين يوسف ، وسلط عليهم غلام ثقيف يسومهم كأساً (٥٥) مصبرةٌ ، فإنهم كذبونا وخذلونا ، وأنت ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا واليك المصير ».
__________________
(٥٣) ر : وصل.
(٥٤) فروة بن مسيك أو مسيكة بن الحارث بن سلمة الغطيفي المرادي ، أبو عمرو ، صحابي ، من الولاة ، له شعر ، وهو من اليمن ، كان موالياً لملوك كندة في الجاهلية ، رحل إلى مكة سنة تسع أو عشر وأسلم ، سكن الكوفة في أواخر أعوامه ، مات سنة ٣٠ هـ.
الطبقات ١ / ٦٣ ، الإصابة ترجمة رقم ٦٩٨٣ ، رغبة الآمل ٤ / ١٠ ، الأعلام ٥ / ١٤٣.
(٥٥) ر : كأس.