المذاهب ، لم تأخذه اللهم فيك لومة (٣٠) لائم ولا عذل عاذل ، هديته يا رب للغسلام صغيراً ، وحمدت مناقبه كبيراً ، ولم يزل ناصحاً لك ولرسولك صلواتك عليه وآله حتى قبضته إليك ، ، زاهداً في الدنيا ، غير حريص عليها ، راغباً في الآخرة ، مجاهداً لك في سبيلك ، رضيته فاخترته وهديته (٣١) إلى صراط مستقيم.
أما بعد ، يا أهل الكوفة ، يا أهل المكر والغدر (٣٢) والخيلاء ، فإنا أهل بيت ابتلانا الله بكم ، وابتلاكم بنا ، فجعل (٣٣) بلاءنا حسناً ، وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا ، فنحن عيبة علمه ووعاء فهمه وحكمته وحجته على أهل الأرض في بلاده لعباده ، أكرمنا الله بكرامته وفضلنا بنبيه محمد صلىاللهعليهوآله على كثير ممن خلق تفضيلاً بيناً.
فكذبتمونا ، وكفرتمونا ، ورأيتم قتالنا حلالاً وأمولنا نهباً ، كأننا أولاد ترك أو كابل ، كما قتلتم جدنا بالأمس ، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت ، لحقد متقدم ، قرت لذلك (٣٤) عيونكم ، وفرحت قلوبكم ، افتراء على الله ومكراً مكرتم (٣٥) ، والله خير الماكرين.
فلا تدعونكم أنفسكم إلى الجذل بما أسبتم من دمائنا ونالت أيديكم من أموالنا ، فان ما اصابنا من المصائب الجليلة والرزايا العظيمة (٣٦) في كتاب من
__________________
(٣٠) ر : لم تأخذه في الله لومة.
(٣١) ر : رضيته فهديته.
(٣٢) ر : يا أهل الغدر.
(٣٣) ر : فوجد.
(٣٤) ب : بذلك.
(٣٥) ر : مكرتموه.
(٣٦) ر : والرزء العظيم.