والمصائب المصغرة كل بلوى ، والنوائب المفرقة شمل التقوى ، والسهام التي أراقت دم الرسالة ، والأيدي التي ساقت سبي الجلالة ، والرزية التي نكست رؤوس الأبدال ، والبلية التي سلبت نفوس خير الآل ، والشماتة التي ركست (١٦) أسود الرجال (١٧) ، والفجيعة (١٨) التي بلغ رزؤها إلى جبرائيل ، والفظيعة التي عظمت على الرب الجليل.
وكيف لا يكون كذلك وقد أصبح لحم رسول الله مجرداً على الرمال ، ودمه الشريف مسفوكاً بسيوف الضلال ، ووجوه بناته مبذولة لعين السائق والشامت ، ومسلبهن بمنظر من الناطق والصامت ، وتلك الأبدان المعظمة عارية من الثياب ، والأجساد المكرمة جاثية على التراب؟!!
مصائب بددت شمل النبي ففي |
|
قلب الهدى أسهم يطفن (١٩) بالتلف |
وناعيات إذا ما مل ذو وله |
|
سرت عليه بنار الزن والأسف |
فياليت لفاطمة وأبيها عيناً تنظر إلى بناتها وبنيها : ما بين مسلوب ، وجريح ، ومسحوب ، وذبيح ، وبنات النبوة : مشققات الجيوب ، ومفجوعات بفقد المحبوب ، وناشرات للشعور ، وبارزات من الخدور ، ولاطمات للخدود ، وعادمات للجدود ، ومبديات للنياحة والعويل ، وفاقدات للمحامي والكفيل.
فيا أهل البصائر من الأنام ، ويا ذوي النواظر والأفهام ، حدثوا نفوسكم
__________________
والجوائح جمع جائحة ، وهي : الشدة والنازلة العظيمة التي تجتاح المال ، وتستعمل مجازاً لكل شدة.
(١٦) الركس : قلب الشيء ورده مقلوباً.
(١٧) من قوله : والشماتة ، إلى هنا ، لم يرد في ر.
(١٨) ر : والنجيعة.
(١٩) ر : ينطق.