من أشرنا إليه فقال :
لهم جسوم (١١) على الرمضاء
مهملة |
|
وأنفس في جوار الله يقريها |
كأن قاصدها بالضر نافعها |
|
وأن (١٢) قاتلها بالسيف
محييها |
ولولا امتثال أمر السنة والكتاب ، في لبس شعار الجزع والمصاب ، لأجل ما طمس من أعلام الهداية ، وأسس من أركان الغواية (١٣) ، وتأسفاً على ما فاتنا من تلك السعادة ، وتلهفاً على أمثال تلك الشهادة ، وإلا كنا قد لبسنا لتلك النعمة الكبرى أثواب المسرة والبشرى.
وحيث أن في الجزع رضىً لسلطان المعاد ، وغرضاً لأبرار العباد ، فها نحن قد لبسنا سربال الجزوع ، وآنسنا بإرسال الدموع ، وقلنا للعيون : جودي بتواتر البكاء ، وللقلوب : جدي جد ثواكل النساء.
فإن ودائع الرسول الرؤوف أضيعت (١٤) يوم الطفوف ، ورسوم وصيته بحرمه وأبنائه طمست بأيدي أمته وأعدائه.
فيالله من تلك الفوادح المقرحة للقلوب ، والجوائح المصرحة (١٥) بالكروب ،
__________________
المفيد والحسين بن علي بن بابويه ، وروى عنه جماعة كسلًار وأبي الصلاح الحلبي والخطيب البغدادي والقاضي ابن قدامة ، له عدة كتب ، منها : الشافي في الإمامة ، توفي سنة ٤٣٣ هـ وقيل : ٤٣٦ هـ.
رياض العلماء ٤ / ١٤ ، وفيات الأعيان ٣ / ٣١٣ ، الكنى والألقاب ٢ / ٤٣٩ ، ميزان الإعتدال ٢ / ٢٢٣ ، لسان الميزان ٤ / ٢٢٣ ، جمهرة الأنساب : ٥٦ ، الأعلام ٤ / ٢٧٨.
(١١) ع : نفوس ، بدلاً من : لهم جسوم.
(١٢) ر : أو أن.
(١٣) ر : الغراية.
(١٤) ع : أبيحت.
(١٥) ع : والجرائح المصرخة.