والثمانية الباقون على صور شتى ، محمرة وجوههم باكية عيونهم (١٣) ، قد نشروا أجنحتهم ، وهم يقولون : يا محمد سينزل بولدك الحسين بن فاطمة ما نزل بهابيل من قابيل ، وسيعطى مثل أجر هابيل ، ويحمل على قاتله مثل وزر قابيل.
ولم يبق في السموات ملك (١٤) إلا ونزل إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، كلٌ يقرؤه السلام ، ويعزيه في الحسين عليهالسلام ، ويخبره بثواب ما يعطى ، ويعرض عليه تربته ، والنبي صلىاللهعليهوآله يقول : « اللهم اخذل من خذله ، واقتل من قتله ، ولا تمتعه بما طلبه ».
قال : فلما أتى على الحسين عليهالسلامسنتان من مولده خرج النبي صلىاللهعليهوآله في سفرٍ له (١٥) ، فوقف في بعض الطريق ، فاسترجع ودمعت عيناه.
فسئل عن ذلك ، فقال : « هذا جبرئيل يخبرني عن أرضٍ بشط الفرات يقال لها كربلاء (١٦) ، يقتل بها ولدي الحسين بن فاطمة ».
فقيل له : من يقتله يا رسول الله؟
فقال : « رجل اسمه يزيد ، وكأني أنظر إلى مصرعه ومدفنه ».
ثم رجع من سفره ذلك مغموماً ، فصعد المنبر فخطب (١٧) ووعظ ، والحسن والحسين عليهماالسلام بين يديه.
فلما فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسن واليسرى على رأس
__________________
(١٣) باكية عيونهم ، لم يرد في ر.
(١٤) ع : ملك مقرب.
(١٥) له ، لم يرد في ر.
(١٦) كربلاء بالمد : الموضع الذي قتل فيه الحسين عليهالسلام ، في طرف البرية عند الكوفة.
روي : أنه عليه السلام اشترى النواحي التي فيها قبره من أهل نينوى والغاضرية بستين ألف درهم ، وتصدق بها عليهم ، وشرط عليهم أن يرشدوا إلى قبره ويضيفوا من زاره ثلاثة أيام.
معجم البلدان ٤ / ٢٤٩ ، مجمع البحرين ٥ / ٦٤١ ـ ٦٤٢.
(١٧) فخطب ، لم يرد في ر.