الحسين ، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : « اللهم إن محمداً عبدك ورسولك ، وهذان أطائب عترتي وخيار ذريتي وأرومتي (١٨) ومن أخلفهما في أمتي ، وقد أخبرني جبرئيل عليهالسلامأن ولدي هذا مقتول مخذول ، اللهم فبارك له في قتله واجعله من سادات الشهداء ، اللهم ولا تبارك (١٩) في قاتله وخاذله ».
قال : فضج الناس في المسجد بالبكاء والنحيب (٢٠).
فقال النبي صلىاللهعليهوآله : « أتبكون ولا تنصرونه ».
ثم رجع صلوات الله عليه وهو متغير اللون محمر الوجه ، فخطب خطبةً أخرى موجزة وعيناه تهملان دموعاً ، قال :
« أيها الناس إني قد خلفت فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي وأرومتي (٢١) ومزاج مائي وثمرتي ، وأنهما لن (٢٢) يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ألا وأني أنتظرهما ، وأني لا أسألكم في ذلك إلا ما أمرني ربي أن أسألكم (٢٣) المودة في القربى ، وفانظروا ألا تلقوني غداً على الحوض وقد أبغضتم عترتي وظلمتموهم وقتلتموهم.
ألا وإنه سترد علي يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة :
راية (٢٤) سوداء مظلمة قد فزعت لها الملائكة ، فتقف علي ، فأقول : من أنتم؟
__________________
(١٨) الأرومة : الأصل.
(١٩) ر : اللهم لا تبارك.
(٢٠) والنحيب ، لم يرد في ر.
(٢١) ر : وعترتي وأرومتي.
(٢٢) ع : وثمرة فؤادي ومهجتي لن.
(٢٣) ع : إلا ما أمرني ربي أمرني ربي أن اسألكم.
(٢٤) ع : الأولى.