فهو الظامئ الذي ما ارتوى من منابع الفكر والمعاني وبقي توّاقاً دوماً وأبداً لاكتساب المزيد من مناهل العقيدة ونميرها العذب.
إنّه الفاضل واللغويّ الكبير والمنطيق القدير ، صاحب المفاهيم العميقة والآراء السديدة ، الخائض في بحور التخصّص وأمواجها المتلاطمة خوض الخبير المجرّب الفذّ ، فيفصح عن راجحها ومرجوحها وسليمها وسقيمها ، بالنقض والإبرام ، إفصاح اللبيب الدقيق مع غاية في البيان وجمال الإتقان.
ولا ننساه سبّاقاً ساهم في إعداد جمله من البرامج التي تدعو إلى تطوير الاساليب والمناهج على مستوى الدراسات الدينية.
وإن شاءت الأنامل أن تكتب في شدّة إيمانه وروعة جهاده ...
فهو الموقف والكلمة الرافضة لكلّ ألوان الانحراف عن خطّ آل البيت (عليهم السلام) ونهجهم القويم ، الداعي إلى إزالة كلّ مواطن الذلّ والفساد ، وإن كان ساوم على مبدئه وعقيدته فما تراه قد هجر العراق وقلبه عينان تسكبان دماً وحزناً :
عينٌ تشبح إلى الوطن والأهل والأحبّة ، إلى جنان الأئمّة (عليهم السلام) والنجف وسوق الشيوخ.
واُخرى تذوب وهي تعايش البعد والغربة وأنين الفراق ومعاناة الرحيل بأمرّ المصاديق والصور ولكن دون ذلٍّ ورضوخ.
وبين شاهق العينين أملٌ يسمو وأحلامٌ تتراءى ، وما عزاء الروح إلاّ