الشعري المرهف بأروع الصور وأجمل اللوحات ، فيكفيك أن تقف وقفة تأمّل قصيرة مع بعض قصائده الولائية لترى عمق هذا الترابط ومدى تماسكه ..
اُنظره كيف يحلّق بك في سماء الولاية وأصالة الانتماء حينما ينشد في الغدير وصاحبه (عليه السلام) :
ظامِئ الشِعر ، ههنا يُولدُ الشِعـ |
|
ـرُ ، وتنمو نُسورُهُ وتطيرُ |
سيّدي أيّها الضمير المصُفّى |
|
والصراط الذي عليه نسيرُ |
لك مهوى قلوبنا ، وعلى زا |
|
دِك نُربي عُقولنَا ونَميِرُ |
نحن نهواك لا لشيء ، سوى أنّـ |
|
ك من أحمد أخٌ ووزيرُ |
وحسامٌ يحمي ، وروح تفدّي |
|
ولسانٌ يدعو ، وعقلٌ يشيرُ |
ومفاتيح من علوم ، حَباها |
|
لك ، إذ أنت كنزها المذخورُ |
أمّا في قصيدته «الحسين» فهو يمزج الولاء والحبّ والإيمان بأرفع الدرجات وأمتن المعاني آخذاً بك إلى الطفّ وأحزان كربلاء وسبي العيال وصبر أبي الأحرار (عليه السلام) على ما ألمّ به من الظلم والمصائب ، حتى تكون النتيجة : أنّ جهاده (عليه السلام) كانت قبساً ونبراساً ودرساً بليغاً وطريقاً رحباً يهتدي به السائرون نحو الخير والهداية.
ولكلّ ما مرّ ، فإنّه ـ وكما صدّرنا به الكلام ـ من الصعب الإحاطة بشخصية العلاّمة الأديب الفقيد الدكتور السيّد مصطفى جمال الدين.