وجودي من حيّز المحنة النفسيّة إلى فضاء معالجة الألم والمعاناة.
نعم ، منذ ذلك اليوم وإلى يومي هذا صار لي مع النقد والتحدّي ألف ملفّ وألف حكاية ، ملفّات وحكايات تكتنف أسراراً وألغازاً وتأريخاً من الأخطاء والغفلات والكبوات المتبوعة بمراجعات ومقارنات واستقراءات وتحليلات واستنتاجات.
قالها ذلك الرجل العجوز ورحل ، لكنّه لا يعلم عظيم الفضل الذي أسداه لي ، وأ نّي لأحسبها عنايةً ولطفاً خصّني الله بهما ; إذ بتلك الألفاظ التي تمتم بها ذلك الشيخ الكبير قُدّر لي أن أحفظ الهدف في أعماقي وحناياي طيلة أعوامي ، ليتحوّل روايداً رويداً إلى واقع اُعايشه وألمس بركاته.
حمداً لك يا ربّ ، فلقد غدت كلماتٌ ما شعلةً ونبراساً يضيىء لي الدرب ويعبّد طريق البحث عن الحقيقة الخالدة.
فمَن قال : إنّ النقد هدّامٌ مطلقاً؟! إنّ النقد إذا صدر صدوراً منهجيّاً علميّاً أو تُلقّي تلقّياً صحيحاً سيكون برنامج بناء ونمو. وليس كلّ سهام النقد جارحة قاتلة ، فإنّ منها ما يشاد على جراحها صروخٌ شامخةٌ تعلن التحدّي وتحيي الأمل وتبعث الحياة من جديد.
علينا جميعاً السعي الجادّ لبناء الاُسس والقواعد وإيجاد الأدوات والآليات التي تساعد على ترويج ثقافة النقد العلمي المنهجي وتشكيل فضاءات من الرصد والمراقبة ; إذ النقدُ فكرٌ ومعرفةٌ ومعيارٌ ومحرارٌ