وضابطٌ ومقياسٌ ونقطة توازن وموجّهٌ ومانعٌ من الانحراف وحافظٌ للاُصول والقيم والمبادئ.
وليس النقد البنّاء امتهاناً للمفاهيم والثوابت والكرامة الإنسانيّة كما يعتقد البعض ، بل هو نوعٌ من أنواع الإمضاء والقبول والتبليغ والحماية والترسيخ للقيم النبيلة والمبادئ المقدّسة. وما يخشاه إلاّ الذين يخشون الجوهر والأصل والعمق ويتشبّثون بالقشور والمظاهر والشعارات الخاوية.
كلّ الكتب السماويّة والرسالات الإلهيّة والمذاهب والتيّارات والفرق والطوائف اتّخذت من «النقد» عاملاً محوريّاً في الظهور والانتشار والبقاء والنمو. وإذا ماارتقى فكر وازدهرت نظرية وتلألأت حضارة واتّسعت قيم فلا شكّ أنّ «النقد» أخذ فيها مكانه الطبيعي.
إنّ رواج ثقافة النقد السليم يعني انحساراً لثقافة المظاهر والقشور والشعارات الخاوية ، وتراجعاً للاستبداد والظلم والانحراف ، وانهزاماً للصنميّة والببغائيّة والحربائيّة والتزلفيّة والرغبات الذاتيّة الشهوانيّة.
لا ريب أنّ «النقد» مؤلمٌ جارحٌ حال ظهوره وانتشاره ، لا يعالجه سوى منهجُ التعامل الصحيح ، فإذا كان المنهج انفعاليّاً عاطفيّاً كانت النتيجة فشل التعامل والمعالجة ، أمّا إذا كان علميّاً عقلانيّاً يعتمد المعايير والأدوات السليمة كانت النتيجة نجاح التعامل والمعالجة.
وأساس الفشل والنجاح يعود إلى خصائص المحتوى ، فإن كانت