الخصائص والمحتوى دون مستوى النقد كان الفشل ، وإن كانت بمستوى النقد أو أرفع كان النجاح. إنّها إذن أشبه بالمعادلة الرياضيّة ، بل معادلة منطقيّة لا تقبل النقاش.
إنّنا نمتلك المحتوى والخصائص الكافية لكنّنا بحاجة ماسّة إلى الأساليب والأدوات والوسائط والأوعية الناقلة للمحتوى نقلاً وإيصالاً أميناً مطمئنّاً .. نعاني من ضعف مفرط في الوسائط والآليات وافتقار شديد للأدوات ولاسيّما تلك التي تناسب المكان والزمان وتحفظ في ذات الحال الاُصول والثوابت.
إنّ هذا الضعف قد انعكس سلباً على المحتوى ، ومظلوميّة المحتوى نتحمّل نحن مسؤوليّتها حينما اتّخذنا الصمت والمدارة والمسايرة اُسلوباً خاطئاً في مواجهة ثقافة القشور ; فهذا الفكر السامي والرسلة العظيمة قد اُنتهكت حرمتهما واتُّهما بما لا يمتّ لهما بأيّة صلة ، ذلك بسبب ضعف الحركة والأدوات الوسائطيّة عندنا.