لن يصنع العنف والصدام رقيّاً ولا الترويع والحذف مجداً ، إنّما الكلمة الطيّبة سحرٌ يخترق العقول والقلوب على السواء ، ويا حسرتي فغالباً ما أفتقد القدرة على استخدام الكلمة الطيّبة فأخسر الكثير واُضيّع ما جمعته وربحته في سالف أيّامي.
الكلمة الطيّبة : فكرةٌ ومبدأ وقيمة وأخلاق وبيان وأناة ومنهج ومعرفة ...
فليس من الصحيح استغلالها مجرّد عنوان نتغّنى به ونتّخذه شمّاعة لمظاهرنا ومسارحنا واستعراضاتنا وشعاراتنا وقشورنا الفارغة المحتوى ورغباتنا الذاتية الجامحة.
حينما يعلو السفلي ويطفح الزبد ويشمخ النفاق وتتأ لّق الحربائيّة وتفوز الصمنيّة وترتفع الببغائيّة وتُحتَرم التزلّفية ، وتغيب الاُصول ويستهان بالحبّ والإخلاص والمبادئ والأخلاق ; يجب أن أصنع من الألم والمرارة : فكرةً تجابه الانحطاط والانحراف ، فضاءات نقد بنّاء وآفاق «نفس لوّامة» تعيدنا إلى ثوابتنا الرفيعة ومفاهيمنا النبيلة.
لسنا أعداء بعض ، إنّما كلّ واحد منّا يرقب صاحبه ، فالرقابة تخرجنا من حُفَر الاستبداد والتعسّف والرغبة الذاتية والكبر والغطرسة ... إلى قلل العدل والعقل الجمعي والأخلاق الحميدة ... تفتح لنا آفاقاً رحبةً نحو النموّ والازدهار بكلّ ثقة وعزم وثبات.
إنّ غياب الرقابة والنقد البنّاء يجعل فرص التقدّم نادرةً كالعدم ; إذ