مدمّرة كالأنانيّة والكبرياء والجشع والقسوة و...
لازَمَ النقدُ حياةَ الإنسان منذ البدء إلى يومنا هذا بأشكال وآليات ومناهج مختلفة ، تبعاً للمتغيّرات المكانيّة والزمانيّة.
أمّا الفكر النقدي الحديث (١) فقد ظهر في مجتمعنا العربي والإسلامي منتصف الخمسينات من القرن الماضي. ولقد بلورت المطارحات والنقاشات والحوارات ـ القائمة على أساس التلوّن والتنوّع الفكري ـ الفضاء المعرفي المناسب لتجلّي المناحي النقديّة وجريانها في اتّجاهات دينيّة وفلسفيّة واجتماعيّة وسياسيّة واقتصاديّة.
إنّ وجود المتوازيات الفكريّة في عالمنا العربي والإسلامي : اتّجاه عقلي وآخر وضعي ، اتّجاه موضوعي علمي وآخر ذاتي وجداني ، اتّجاه قومي وآخر ديني ... كشف عن خفايا الأعماق وحناياها عبر الرواشح العقليّة على مختلف انتماءاتها وميولها.
وكانت مواجهة التيّارت المعاصرة الوافدة من مهامّ حملة الفكر النقدي ، من خلال استيعاب هذه التيّارات وتوظيفها وترويضها ، ولاسيّما أنّها تعارض ما لدينا المكرّس عقائديّاً وسلطويّاً وتقليديّاً. لذا حاول النقّاد منّا تنصيب العقل وإخضاع الدراسات الدينيّة لسلطته بواسطة الاستفادة من الآليّات الحديثة في الأنساق والمعارف لنقد الفكر الديني وأساليب
__________________
١. وضعنا نصب أعيننا : جيرار جهامي ، سميح دغيم ، رفيق العجم ـ موسوعة مصطلحات الفكر النقدي العربي والإسلامي المعاصر ، مكتبة لبنان ناشرون / بيروت ، الطبعة الاُولى ٢٠٠٤م.