لا مفرّ من الشفّافيّة ، لا مفرّ من الجرأة المعرفيّة ، نعم تجب إزالة الحجب التي عشعشت على واقعنا الديني والثقافي والاجتماعي وأزاحتنا عن مراتبنا العلميّة والتأريخيّة وجعلتنا مجرّد ظواهر صوتيّة وصنعت منّا اُمّةً تندب ماضيها التليد وتتغنّى بنتاج الأسلاف المجيد ..
غير متناسين أبداً في جرأتنا المعرفيّة المنهج العلمي السليم في خوض غمار الشفّافيّة والاستفادة من الأدوات والآليات المناسبة للرجوع إلى الاُصول والاُسس والقواعد المجمع عليها ، مع الأخذ بنظر الاعتبار المتغيّرات الزمانيّة والمكانيّة وتجسيد تكيّف مقولة الدين مع هذه المتغيّرات بالحفاظ على الثوابت العَقَديّة والدينيّة والفكريّة.
حينها ستكون معركةً حامية الوطيس بين معسكر المظهر من جهة ومعسكر المحتوى من جهة اُخرى ، وسوف تسقط أقنعة وتنكشف حقائق ويظهر زيف كثير من الأشياء ، فتعجّ ـ آنذاك ـ فضاءاتنا بالحركة العلميّة النابضة شوقاً إلى بلوغ أرقى المراتب وأرفع القلل ، وتنشغل الأذهان والأحاسيس انشغالاً حقيقيّاً بكيفيّة الوصول إلى السعادة والكمال الإنساني المنشود.