ونُظُم .. بينما نلحظ أنّ ذات الرحم قد أنجب نظريّةً ـ رغم ارثوذكسيّتها الدينيّة ـ لاترى وجوب تحقّق كذا وجوب وإلزام ودوائر وخطوط وأدوات كالتي تراها سابقتها ، بل ومن ذات الرحم ينطلق نداءٌ يدعو إلى فصل الدين عن السياسة.
وإذ تتجاذبنا الاصطفافات المعرفيّة والمباني الفكريّة والتناحرات الثقافيّة :
بين ناقم على الدين واللاهوت ومؤمن بالنهضة التجريبيّة بكلّ أدواتها وأنساقها ووصفاتها الجاهزة.
وبين حافظ للدين مكانته وكيانه ومنزلته ضمن إطار دُور العبادة والوعظ والتذكير بالآخرة ونظائرها لا غير.
وبين متّخذ الدين نهجاً وميثودلوجيا تنظّم حياته وشؤونه لكن في حدود ودوائر معيّنة.
وبين رافع له إلى مستوى التولّي المطلق على شؤون الاُمّة طرّاً بلا استثناء ..
فإنّها تشتبك تلقائيّاً في اُسسها ومؤنها وإفرازاتها لتفرض على الاُمّة واقعاً مشوّشاً قد ترقى فيه مسائل وقضايا على حساب القيم والمفاهيم والأخلاق ، فقد يفقد العمق والأصالة والحقيقة جلالها وتتأ لّق القشور والأغلفة والمظاهر ، وتبدو المبادئ والمقدّسات وكأ نّها فقط : الحجاب ، اللحية ، العمامة ، السبحة ... أو تبدو الحضارة والمدنيّة وكأ نّها فقط ربطة